[email protected] لأن شعورا بالانقباض يخنق قلبي كلما فكرت فيك.. إحساس مزمن بالانهيار يعتري جسدي كلما تذكرتك.. لأنني كلما غفوت على صورتك تستيقظ معي كل الأوجاع والآلام والأحاسيس المخيفة.. لأنني لست بأحلام شاحبة، ولا أستعذب المعاناة ولا أتسلى بالمهانة.. أرفضها، أعصف بها، أقاومها.. لذلك لن أحبك.. سأنظف روحي منك، وسأطرد من دواخلي شعوري الزائف بالحاجة إليك.. وتلك النار المتوهجة التي تشتعل وتخمد.. سأطفئها كي أتخلص من صورتك رمادا يتطاير بعيدا، لأحمي روحي من سواد عينيك وشعرك وقلبك والدم المتحجر في عروقك. سأهرب منك في اتجاه حريتي، لن أخسر احترامي لنفسي كي أرضي غرورك وأوهامك واستبدادك.. سأستبدل قلبي المريض بقلب معافى، قلب دافئ يخفق سعادة وكرامة.. فالحياة عذبة بدونك.. بدون عبء جحودك وصلابتك ومزاجك الميت كالجلاد.. الحب نقرات خفيفة على ظهر القلب، توقظه ليفرح وينتعش ويحيا.. أحاسيس غريبة ومشوشة، سلطة مجهولة، مخدر قوي يسلبك توازنك لتهوى.. في الهوى.. أو في الهاوية.. شعور بالعزلة، بالوحدة، بالنقص، بالشوق لروح قابعة في مكان ما.. انتظار مستمر في محطة تعرف مكانها وحدك.. ساعة زمنية لا تدور عقاربها إلا على دقات قلبك.. لن أحبك.. لأنني أحب الحياة، ورسوم الأطفال في الروض وخطوات القطط وكثبان الرمل وشاطئ البحر قبل المد وبعد الجزر.. لأنني أحب اللوحة والقصيدة، والابتسامة التي تشع من القلب وتلمع في العينين.. لأنني تعلمت أن الحب كبرياء وسمو ودلال، وليس شبحا يسلبك روحك فلا تعيش إلا بحد أدنى من الكرامة وبعبودية حقيقية مذلة، وبدواء مسكن للأحلام والمشاعر وآلام الفؤاد وشروخه الخفية.. هو.. ليس ذاك الذي تعجبين بربطة عنقه أكثر من وجهه.. بصمته أكثر من حديثه، ببعده أكثر من قربه، بساعته أكثر من لمسة يده.. هو.. ليس ذاك الذي لا ينطق إلا ليجرح، لا يسأل إلا ليحرج، لا يضحك إلا ليشمت، عيونه لا تدمع ألما، كتفاه لا يهتزان نغما، قلبه لا يخفق غراما.. لا يحضن أبدا.. لذلك لن أحبه.. حينما تخفي أسرار قلبك تفضحك عيناك.. فالقلب يعترف بكل شيء حتى قبل أن يسأل.. يبوح دون أن يجبر.. يصرح بما اقترف في حقه من حنان أو محن.. ليتحرر من عبء ما يربض في شرايينه.. لن أكرهك لكنني سأحب غيرك، سأغلق باب قلبي بقوة لأطردك.. لن أتركه مواربا، سأضع عليه أقفالا كي تغادره إلى الأبد.. لقد تطلب اعترافي شجاعة كبيرة من روحي.. أن أستجمع قواي، وألملم كبريائي وأصرخ في صمتك.. لن أحبك..