[email protected] قبل أسبوع وأنا أناجي السماء من شرفة إقامتي بدبي, همست للنجوم «مشتاقة».. كنت أبوح لها بلهفتي لزيارة الوطن ولو لأيام قليلة, أنام على وسادتي وأحضن أمي.. آكل الكسكس وآخذ كلبي المريض إلى البيطري.. كان حلمي يبدو مستحيلا, خصوصا أنني لم أنه بعد عملي, بقيت لمسات بسيطة يجب أن أقوم بها وأعود بشكل نهائي.. لكن الله سمع نجواي.. ورتب لي القدر عودة سريعة ومفاجئة ومباغتة.. شبيهة بالحلم.. لا أذكر لا متى ولا كيف وجدت بطاقة السفر بين يدي.. أسبوع كامل أقضيه في الوطن وأعود لأكمل عملي.. حتى أنني لم أملأ حقيبتي بالهدايا كما تعودت أن أفعل, ولم أودع المدينة.. تسللت منها خلسة وتحاشيت توديعها, لم ألتفت لألقي عليها نظرة معاتبة, ولا ابتسامة وداع.. لم أقنط أبدا من رحمة الله, أحسه دائما معي, يبارك خطواتي ويمنحني القوة والرحمة والثبات.. ويستجيب لركعاتي وشكري واستغفاري.. إذا تعودت على الركوع لله.. لن تركع أبدا لأحد.. وإذا كنت تسأل الله.. يغنيك ذلك عن سؤال أحد.. وإذا كنت تخاف الله.. لن يخيفك أحد.. حينما تذكر الله كثيرا تسكنك الطمأنينة, مهما عانيت ومهما كانت حياتك صعبة.. تؤمن بالمستقبل والأمل والفرج.. الإيمان يريح النفس ويزكيها, يمنحك العزة والعفة والصبر والقناعة والثقة بالنفس.. يجعلك تعيش لدنياك ولآخرتك.. يكسبك توازنا لن تجده في أي مكان ولا عند أي إنسان.. لا الأصدقاء ولا الزوج ولا الأسرة ولا أصدقاء الشات الوهميين.. ولا طبيب النفس والعقاقير المضادة للاكتئاب.. فقط الإيمان يجعلك تنام ملء الجفنين, تضحك وتركض وتفرح وتحزن, وتتقبل مفاجآت الدنيا بقلب مفعم بالتقوى والصبر.. كلما رفعت عيني إلى السماء أحمده, كلما لامست جبهتي الأرض أستغفره, كلما أصابني الأرق أناجيه, كلما نجحت أشكره, كلما بكيت أكبره.. في كل لحظة أستحضره, هكذا بشكل فطري وتلقائي وصادق.. لا أخطو دون أن أتوكل عليه, لا أنساه, لا أتجاهله, لا أجحده, لا ألهو بآياته, لا أسمح بالسخرية منه.. أعبده وأخشاه.. بصدق ورغبة وطواعية واحتياج.. أجده في كل مكان وزمان, أحسه في كل تفصيل.. أغمض عيني وأحاول أن أستشعره بروحي, أن أخاطبه.. فأخاطب نفسي.. أهمس لها.. «إنه حي».