[email protected] صباحا.. وأنت تستعد ليوم جديد، ضع ملعقة أمل في كأس قهوتك.. حركه جيدا لتذيبه وانهض لتحتفي بالشمس والحياة والحب وكل ما هو عذب وجميل.. ولا تكترث باليأس والإحباط والتحقير.. حينما تنتفض من سريرك وجسدك متشنج من الآلام والكوابيس المؤرقة، تفتح عينيك بتثاقل وتشرب قهوتك القاتمة بيد مرتعشة، وتتأسف لأن لا أحد ينتظرك أو يسمعك تحايا الصباح الرقيقة.. تتفرج بعينين جامدتين على الآخرين يسارعون للعمل والنجاح، وأنت لا تبرح مكانك.. تجتر محنتك لوحدك، عاجز عن تغيير أي تفصيل بحياتك المملة، تستسلم برضا للرتابة والفراغ.. مكتو بالقهر والغضب والفشل. هناك من يعتقد أن العالم طعنه في ظهره، وكل الناس ضده فيشرع في لعب دور الضحية.. لا يقاوم يأسه وإحباطه، يتجاهل كل الطاقات المنسية بداخله وروحه المتخمة بالعواطف والأحلام والدموع الصامتة.. تبدو له المدينة كالسجن، يلعن الحياة ويشتم القدر.. يعيش حياته مكرها، ويحمل الآخرين مسؤولية كآبته وأثقاله وانفعاله العنيف. ملعقة أمل مع كوب الصباح قد تحيي ما جمد بداخلك، لتنظر إلى الحياة بعيون صافية، تتوق للارتقاء والتغيير، وتعطيك المناعة ضد اليأس والاستسلام.. ستصادف دوما من يسمم أفكارك ويدمر كل أمل ممكن في حياتك.. ويجعلك تبتلع ذلك الفنجان اليومي مع قهوتك وتكذب على نفسك وتخلق لك أعداء تمنحهم أسماء ووجوها وأسلحة.. لتظل تحاربهم وحيدا، حائرا، فاشلا.. لتكتشف بعد سنين أن لا عدو لك غير نفسك وعجزك وكوب القهوة القاتم الذي لم تضع بداخله يوما ملعقة أمل.. الإنسان الطموح الذي يعشق الحياة، ويحترم الناس ويهوى المطر ولا ينسى الدعاء، لن يوغل أبدا في التفاهة والقذارة.. ولن يجد الفراغ ليهتم بشؤون الناس وأسرارهم، لن تتشابه أيامه أبدا ولن يكون الفشل مصيره. أحيانا تكون في قمة آلامك، تفضل الانزواء كطفل لا يشارك رفاقه اللعب.. تعتريك مشاعر حادة وتنهمر دموعك فجأة دون إنذار.. تنتظر أن يمد أحدهم يده ليخرجك من قعر روحك، يلامس أعماقك ويهزها ويعيد الحياة في أطرافك.. فلا تصادف إلا من يخنقك ويزيد من آلامك ويقتل الأمل بداخلك وينزع الابتسامة من شفاهك.. ملعقة أمل قد تكفي ليفهم المرء معنى الحب والوفاء والوصال والجمال.. أن يتذوق النجاح ويسعى إليه بخطى ثابتة وأن يحذر الانزلاق والحفر والمكائد والألسنة والعيون.. أن يحذر القدر.. القدر يمتحن البشر، يفرحهم أحيانا ويخذلهم غالبا.. كل ما يحيط بنا من حروب وغدر ومصائب وكوارث يبعث على اليأس والإحباط والخنوع والألم.. لكنني أومن بأن ملعقة أمل تحيي وتشفي وتنير الطريق نحو الأفضل.. مهما عشت من أشكال الانتظار، سيأتي دورك وتنال حصتك وتتلمس بيديك نتائج عملك وصمودك.. اجعله يأسا عابرا، لا تدعه يسكنك.. ولا تدع أحدا يقنعك بأن قدرك الفشل والذل والأنين.. حارب اليأس ولو بملعقة أمل.