قالت منظمة العمل الدولية أمس الخميس، إن أعدادا كبيرة من الناس ستخرج من سوق العمل في عام 2008، نتيجة لتباطؤ الاقتصاد العالمي، وأي تباطؤ كبير سيكون من شأنه زيادة معدلات البطالة بدرجة أكبر. وفي تقرير صدر في أعقاب خسائر كبيرة في أسواق الأسهم العالمية ووسط تنامي المخاوف من حالة ركود عالمي، قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن معدل البطالة العالمي قد يرتفع إلى 6.1 في المائة هذا العام مقابل ستة في المائة في عام 2007. وقال خوسيه مانويل سالاثار كسيريناتشس، رئيس قطاع التشغيل بمنظمة العمل الدولية، إن الاضطرابات التي أضرت بالأسواق العالمية هذا الأسبوع، لم تنعكس بعد على بيانات العمالة التي تعتبر مؤشرا لاحقا على صحة الاقتصاد العالمي. لكنه قال إن توقعات عام 2008، قد تكون مبالغة في التفاؤل إذا نما الاقتصاد العالمي بأقل من معدل 4.8 في المائة الذي ورد في تقديرات صندوق النقد الدولي. وقال للصحفيين في جنيف، حيث يقع مقر المنظمة «هذا الاحتمال... سيسوء بالتأكيد إذا جاء معدل النمو العالمي أقل من المتوقع.»وأضاف «من المرجح جدا أن تجرى تعديلات بالخفض على معدل النمو.» وأفادت تقديرات المنظمة في تقريرها عن اتجاهات العمالة العالمية أن ثلاثة ملايير شخص تزيد أعمارهم عن 15 عاما كانت لديهم وظائف في عام 2007 بارتفاع بنسبة اثنين في المائة عن عام 2006 وبنسبة أكبر من 17 في المائة عن عام 1997. وكان هناك 190 مليون عاطل في عام 2007. ومن بين العاملين لم يكن 487 مليونا يكسبون ما يكفي لرفعهم وأسرهم عن خط الفقر، وهو دولار واحد يوميا للفرد، وكسب 1.3 مليار أقل من دولارين يوميا. وخلص التقرير إلى أنه «على الرغم من عملهم فإن أكثر من أربعة من عشرة عاملين يعدون ضمن الفقراء.» وقالت دوروثيا شميت الاقتصادية بالمنظمة، إن مكاسب الإنتاجية خلال الفترة الأخيرة من النمو الاقتصادي القوي، تعني أن الوظائف التي توافرت أقل من المطلوب لتجنب أي أوقات صعبة قادمة. وأبلغت الصحفيين «لم نوفر وظائف لائقة كافية». وأضافت «الافتقار لوظائف منتجة يشكل قيدا على التنمية في الأوقات الصعبة.» وإلى جانب المشكلات الاقتصادية التي تلوح في الأفق، قالت المنظمة إن التطور التكنولوجي الحديث سيشكل تحديا كبيرا للعاملين في العام المقبل خاصة في الأسواق الغنية مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان، حيث تتحول الوظائف بشكل متزايد إلى دول أفقر ذات تكاليف عمل منخفضة. وقال التقرير «من المهم بالنسبة للعاملين أن يكونوا مستعدين وقادرين على التكيف بسرعة مع التغيرات والمنافسة.» وأضاف «يمكن تعزيز ذلك ليس فقط بإكسابهم المهارات المطلوبة بل أيضا بمنحهم الشعور بالأمان لتحمل التوتر الذهني.