متى سنقول الحقيقة... متى نكشف بصدق عن أوضاعنا بل عن مآسينا وخيبتنا... متى سنقول للسارق أنت لص ونقول للرديء أنت لا تصلح... متى سنتكلم ونعلن أننا قررنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها.. ولا نكذب ونصدق أنفسنا... متى نسأل أنفسنا بصدق بعمق إلى أين نحن ذاهبون... نحن متفرجون نصدق الأساطير تنفيسا لما بنا من أعاصير... إلى متى هذا التزوير؟ نعيش على الأكاذيب نملأ النفوس أماني زائفة... والنتيجة حقائق مرعبة متى سنراها حقا مرعبة.... متى سنشعر بالمرارة... متى سنصدق أو على الأقل نسمع أننا في الإفلاس في الضياع إننا نتقهقر إلى الوراء... متى نسمع أنفسنا أن نتائج هذا الطريق مضمونة إلى الهاوية إلى ما لا تحمد عقباه؟ متى سندرك أن معتقداتنا هي التي تحدد مسارنا ومستقبلنا... معتقداتنا الكذب والتزوير والجشع والفساد... كل ما هو منبوذ... فأي مسار وأي مستقبل.... مصيبة.. كارثة... يا لطيف. هل سيأتي علينا حين من الدهر نصدق فيه القول ونستمع إلى الحقيقة حتى نراها رأي العين وندرك أنه لا يصح إلا الصحيح... مهما تناسينا مهما منينا أنفسنا لن نحصد إلا ما زرعنا. كل من تقدم، أو على الأقل سار إلى التقدم، كانت بدايته الصدق وحب الوطن... نحن نكذب على وطننا نعم نكذب لا نحبه.. من يحب وطنه لا ينهبه ...يخدمه لا يغشه.. يعشقه لا يقول أف ولا يلعنه. إن حب الوطن هو الدافع والباعث السامي إلى الصدق والإخلاص في خدمته. فلننظر إلى أمم جاءت من الحضيض واليوم تعانق النجوم مجدا... كيف بدأت بالإخلاص والحب لوطنها... كان ذلك هو الباعث لنهضتها. حينما سنحب وطننا ونخلص النية والعمل... سوف نبدأ المسير على الدرب القويم.. فكيف السبيل؟ علينا بالحقيقة أولا.. علينا أن ندرك كيف نحن وأين نحن بل من نحن. ولكن بصدق.