في هذه السلسلة من الحوارات، يتحدث ادريس اليعكوبي، القيم الديني على جامع القرويين، عن هذه المؤسسة وتاريخها ومرافقها وجامعتها. الجامع الذي أسس منذ ما يقرب من 12 قرنا تم ترميمه في الآونة الأخيرة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بأمر من الملك محمد السادس، وذلك بعدما أدى فيه صلاة جمعة ووقف على وضع بنايته المتآكل. وبالرغم من تاريخه العريق، وبالرغم من أنه يوجد داخل المدينة العتيقة لفاس ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر أزقة ضيقة، فإنه لا يزال قبلة للزوار والسياح الأجانب، كما لا يزال قبلة لطلاب العلم والمعرفة. وحتى برامج العلم فيه طرأت عليها تغييرات وأصبحت تدرس فيه اللغات الأجنبية إلى جانب العلوم الشرعية. ادريس اليعكوبي يقربنا من هذه المؤسسة وخصوصياتها ومرافقها طيلة أجزاء هذا الحوار. - وفي ما يخص مخطوطات ومؤلفات الجامعة؟ < منذ سنوات عدة، تكلفت وزارة الثقافة بخزانة القرويين. ومنذ ذلك الوقت، لم تبق للمسجد أي صلة بالخزانة. إذن، هي الآن مستقلة تحت إشراف وزارة الثقافة ولا يتدخل فيها المسجد ولا المسؤولون عنه. - وأين يجد الطلاب المؤلفات التي تضعها المؤسسة رهن إشارتهم؟ < بالنسبة إلى الطلاب هنا، لهم خزانة خاصة داخل المسجد توفر لهم كل المراجع التي قد يحتاجونها. - وما هي أهم المراجع التي توجد في الخزانة؟ < في الحقيقة، هي ليست تحت إشرافي، ولا أذكر المراجع التي تضمها. والخزانة تابعة لإدارة التعليم الأصيل. ونحن لا نتدخل في خصوصيات هذه الإدارة، وهي المشرفة على الخزانة. كل ما هنالك أن الطلبة لا يشترون المراجع. بالمجان، يأخذونها كلها. - وماذا عن المنح التي تعطاهم؟ < لا أستطيع أن أحدد المبلغ بالضبط، لأنني لست مشرفا على التعليم الأصيل. - وهؤلاء الطلبة من أي المناطق يأتون؟ < هم يأتون من كل المناطق المغربية: من دكالة ومن شمال المغرب وجنوبه، وهناك بعض الطلاب من إفريقيا، أي من كل النواحي. - من أي الدول الإفريقية يأتون؟ < يأتون من غانا، من السنغال ومن ساحل العاج. - وهل هناك أوربيون؟ < في بعض الأحيان يأتون من إنجلترا. وقد أتى فوج فيما مضى برئاسة العلامة يوسف حمزة. وكان الفوج يضم تقريبا 70 فردا، مكثوا هنا ما يقارب أربعة أشهر. - وماذا عن الوفود التي تأتي لزيارة الجامع؟ < أولا، النظام الجديد للجامع ينص على أنه لا ينبغي لأي وفد رسمي أن يدخل بدون إذن من مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية. أما عن الناس الذين يأتون إلى هنا، فهم يأتون من كل حدب وصوب، ماعدا غير المسلم. فغير المسلمين لا يسمح لهم بالدخول، كما هو موجود في المطبوع الملصق على الحائط. - ما هي الأجناس التي تأتي؟ < هناك الأتراك والأندونيسيون والباكستانيون والمصريون، من كل العالم، لأن القرويين تعتبر معلمة تاريخية في العالم الإسلامي، وليست قصرا على طرف دون آخر من المسلمين. - وكم هي أعداد الزوار يوميا؟ < في بعض الأحيان لا تحصى، وفي أحيان أخرى من اثنين إلى أربعة زوار، وهم يزورون المسجد طيلة أيام الأسبوع وتكثر هذه الزيارات يومي السبت والأحد. - الملاحظ أنه تم إصلاح الجامع وترميمه. ما هي أهم الإصلاحات التي أدخلت عليه؟ < الفضل الكبير والأول يرجع إلى صاحب الجلالة نصره الله الذي التفت إلى القرويين التفاتة مولوية سامية بعد صلاته يوم الجمعة هنا، وأصدر أمره النافذ بترميمها وإصلاحها وإعادتها إلى عزها، وقد كانت كذلك والحمد لله. والمسؤولون بدورهم أدوا ما عليهم أحسن أداء. وأنت ترى الآن الجامع في أبهى حلة. الإصلاح شمل الأبواب والسقف وجميع جوانب الجامع، وتم الترميم بشكل جذري. - وكيف كان الجامع قبل الترميم؟ < لم يكن أبدا كما هو عليه الآن. بدأ يهمش، لكن جلالة الملك التفت إليه. - وهل كانت آيلة للسقوط؟ < لا، لا، لم تكن آيلة للسقوط، والحمد لله، فما تم هو الترميم فقط. لقد وصلت إلى حالة غير محمودة بالنسبة إلى القرويين. وفي 31 من الشهر المنصرم (أي دجنبر الماضي)، بدأت شركة للنظافة في السهر على تنظيف الجامع، وذلك بتكليف مجموعة مكونة من عشرة أفراد، ثلاث نساء وسبعة رجال، بتنظيف المؤسسة، والنتيجة الآن أمامكم.