ترأس الملك محمد السادس، مساء أول أمس الأربعاء، بجامع القرويين بفاس حفلا دينيا كبيرا إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف. وتميز الحفل الديني بإنشاد أمداح نبوية وتلاوة آيات من الذكر الحكيم .وقدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حصيلة نشاط المجالس العلمية لسنة 2007. الحفل حضره الوزير الأول ورئيس مجلس النواب ومستشارو الملك والوزراء ورئيس المجلس الأعلى والوكيل العام للملك به ورئيس المجلس الدستوري وأصهار الملك وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والمدير العام للأمن الوطني وأعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمد بالمغرب والعديد من العلماء وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية. وكان الملك محمد السادس في السنة الماضية قد أعطى تعليماته من أجل إعادة ترميم هذا الجامع بعدما أدى فيه صلاة ليلة القدر في رمضان ووقف على هشاشة بنيته وتشقق بعض جدرانه وحالة الإهمال التي يعانيها. ويعتبر جامع القرويين، الذي يوجد وسط أزقة المدينة القديمة بفاس، من أعرق مساجد المملكة. ولايزال الطلبة يدرسون فيه، على شكل حلقات، ويحصلون في نهاية مشوارهم الدراسي على شهادات تعليمية تضاهي الإجازة في الجامعات العصرية. ويعد الجامع قبلة للسياح الأجانب، لكنه يمنع على غير المسلمين ولوجه. ويكتفي السياح بأخذ الصور خارج بابه الكبير. ويجاور الجامع مقرّ الزاوية التيجانية وضريحُ مولاي ادريس زرهون. وللوصول إليه، على الزائر أن يجتاز الأزقة الضيقة المكتظة لفاس العتيقة. وفي طريقه إلى الجامع، سيرى الزائر مدينة تاريخية بدور جلها مهدد بالانهيار، وذلك بالرغم من إعلانها موروثا عالميا، وبالرغم من أن ميزانيات رصدت لإنقاذها من قبل منظمات دولية من قبيل اليونسكو. وشهد الحفل تسليم الملك جائزة محمد السادس التنويهية التكريمية للفكر والدراسات الإسلامية مناصفة بين كل من عبد القادر زمامة، وهو من علماء فاس، وتسلمها نيابة عنه ابنه الدكتور محمد زمامة، ومحمد بن عبد الجليل بلقزيز، وهو من علماء مراكش. كما سلم الملك جائزة محمد السادس الدولية في القرآن الكريم وتفسيره وترتيله لعبد الرحيم إيران ولمحمد مقاتلي من الجزائر، والذي حصل على التربة الأولى في فرع الجائزة للتجويد. ويتبع الجامع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في حين تتبع خزانته، التي تضم مخطوطات تاريخية نادرة، لوزارة الثقافة. ويسهر على تدبير شؤونه قيم ديني. وإلى جانب هذا القيم، يعمل في الجامع ما يقرب من سبعة مؤذنين وحراس وعمال نظافة. وشهد الجامع إعادة هيكلة بعد ترميمه. وأدخلت إليه شركة تسهر على نظافته. كما أن الحراس يسهرون على إغلاق أبوابه كلما تم الانتهاء من أداء الصلاة. ويمنع الدخول إليه خارج أوقات الصلاة، خلافا لما كانت عليه الأمور في السابق، حيث كان، طبقا لأحد العاملين فيه، قبلة لبعض أبناء السبيل والمشردين. ويوحي الوضع في الجامع بأن هناك رقابة على جميع أرجائه خوفا من أن يستغل من قبل ما يطلق عليه بالتيارات الإسلامية المتطرفة لنشر خطاباتها. ومن خصوصيات الجامع أن قبلته محرفة. ومن المعتاد أن يطلب الإمام من المصلين قبل إقامة الصلاة تحريف القبلة. كما أن من خصوصيات الجامع أنه هو الذي يسبق كل مساجد فاس في الأذان. وفي السياق ذاته، سلم الملك جائزة الامتياز في فن الخط المغربي لمحمد المعلمين، وشهادة التنويه لجائزة محمد السادس للتفوق في فن الخط المغربي لجمال بنسعيد، وشهادة التنويه لجائزة محمد السادس التكريمية في الخط المغربي لمحمد أمزيل.