يطمح المنتخب السوادني إلى تأكيد عودته القوية إلى الساحة القارية بعد غياب 32 عاما عندما يدخل غمار الكأس الإفريقية. وفرض السودان نفسه على الصعيد القاري في العامين الأخيرين سواء من خلال منتخب بلاده الذي حجز بطاقته إلى النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1976 أو من خلال الأندية ببلوغ المريخ الدور النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي قبل أن يخسر أمام الصفاقسي التونسي، وتأهل الهلال إلى الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا. ولم ترحم القرعة المنتخب السوداني في النهائيات وأوقعته في مجموعة الموت إلى جانب منتخب عربي ثان له صيته وباعه الطويل في النهائيات وهو الجار المصري حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب. وتكتسي المواجهات بين مصر والسودان أهمية كبيرة بالنسبة للبلدين وهما التقيا 4 مرات في الكؤوس الإفريقية العام الماضي، حيث لعب الهلال مع الأهلي المصري في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، ولعب المريخ مع الإسماعيلي المصري في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي. ويواجه السودان منتخبا ثانيا من العيار الثقيل وهو المنتخب الكاميروني علما بأن المنتخبين التقيا في تصفيات مونديال 2006 حيث ضمتهما مجموعة واحدة إلى جانب مصر والكوت ديفوارعندما حجزت الأخيرة بطاقتها إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها. كما تنتظر السودان مواجهة لا يستهان بها أمام زامبيا الساعية إلى خلط الأوراق وتخطي الدور الأول للمرة الأولى في تاريخها منذ عام 1996 في جنوب إفريقيا. والسودان هو المنتخب الوحيد في النهائيات الذي يشارك بتشكيلة كاملة من اللاعبين المحليين والمنتمين إلى قطبي الكرة السودانية المريخ والهلال (11 لاعبا من الأول و12 من الثاني). وانتظر السودان عام 1970 ليحرز اللقب على حساب غانا 1 - صفر وثأر لسقوطه أمامها في نهائي 1963. لن تكون مهمة منتخب زامبيا سهلة في مشاركته الثانية على التوالي والثالثة عشرة في تاريخه في النهائيات القارية لأن القرعة أوقعته في مجموعة الموت. ولم ترحم القرعة منتخب زامبيا وجعلته في مواجهة منتخبات لها باعها الطويل في العرس القاري في مقدمتها الكاميرون حاملة اللقب 4 مرات ومصر حاملة اللقب والرقم القياسي في عدد الألقاب القارية برصيد 5 ألقاب والسودان ظاهرة القارة السمراء في العامين الأخيرين. وتدرك زامبيا جيدا أن المهمة لن تكون سهلة، بيد أن مدرب زامبيا باتريك فيري أكد أنه يثق في إمكانيات ومؤهلات لاعبيه وقدرتهم على إنهاء الدور الأول في المركز الثاني ووضع حد لإخفاقاتهم في الدور الأول في السنوات الأخيرة. وشكل فيري منتخبا قويا يضم لاعبين مخضرمين وشباب وتمكن من تحسين مستوى المنتخب الذي كان يعتمد على اللياقة البدنية بشكل كبير، ونجح في خطف بطاقة تأهله عن جدارة بفارق الأهداف أمام جنوب إفريقيا، ولم تذق زامبيا حلاوة اللقب قط لكنها تلعب دائما دورا هاما في النهائيات وتبلغ أدوارا متقدمة، وهي أهدرت فرصة إحراز اللقب مرتين الأولى عام 1974 في مصر عندما خسرت امام الزايير والثانية عام 1994 في تونس. كما أنها حلت ثالثة ثلاث مرات، أعوام 1982 في ليبيا، و1990 في الجزائر، و1996 في جنوب إفريقيا. ستكون المسؤولية جسيمة على عاتق المنتخب المصري للدفاع عن لقبه بطلا لأمم إفريقيا. وتكمن جسامة المسؤولية في كون «الفراعنة» وهو لقب المنتخب المصري مهددين من قبل أصحاب الأرض والكاميرون لمعادلة رقمهم القياسي في عدد الألقاب وهو 5، آخرها عام 2006 عندما استضافوا النهائيات. واستغلت مصر بشكل جيد عاملي الأرض والجمهور للتتويج باللقب الخامس على حساب الكوت ديفوار في المباراة النهائية التي حسمتها بركلات الترجيح. بيد أن الأمور مختلفة كليا في النسخة الحالية لأن الفراعنة تلقوا أكثر من ضربة موجعة كان أولها إصابة مهاجم ميدلزبره الانكليزي احمد حسام «ميدو» وصانع ألعاب الأهلي محمد بركات، تلاها انسحاب حسام غالي في اللحظة الأخيرة بعدما وقع عقدا مع دربي كاونتي الانكليزي الذي اشترط عليه عدم المشاركة مع منتخب بلاده في النهائيات القارية. كما أن القرعة لم تكن رحيمة بالفراعنة وأوقعتهم في مجموعة الموت (الثالثة) إلى جانب الكاميرون وزامبيا والسودان. وإدراكا منه لصعوبة المهمة، بكر المنتخب المصري باستعداداته للنهائيات من خلال ثلاثة معسكرات تدريبة، الأول في مصر وخاض خلاله مباراة ودية أمام ناميبيا فاز فيها 3-صفر، والثاني في الإمارات وخاض فيه أيضا مباراة ودية أمام مالي وفاز فيها 1-صفر، والثالث في البرتغال وواجه فيه أنغولا وتعادل معها 3-3. ورفض حسن شحاتة الإدلاء بأي تصريحات عقب عودة المنتخب المصري من البرتغال وحذا حذوه اللاعبون مؤكدين أن تعليمات المدرب تمنعهم من الحديث. من جهته، أكد رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر أن منتخب بلاده سيتوجه إلى غانا للحفاظ على لقبه، وقال «نتوجه الى غانا للمحافظة على اللقب وليس أي شيء آخر، لقد رافقت المنتخب في زيارته الأخيرة إلى البرتغال ووقفت عن كثب على استعداداته وأنا على يقين أنه في جاهزية تامة للظهور بمظهر مشرف». ورفض زاهر نبرة التشاؤم التي يطلقها البعض وقال إن ثقة الاتحاد المصري كبيرة في اللاعبين وجهازهم الفني مشيرا إلى أن مباراة الكاميرون وهي الافتتاحية للمنتخب المصري في 22 الحالي ستكون مفتاح الوصول إلى الأدوار النهائية. يطمح المنتخب الكاميروني إلى استعادة مجده القاري من خلال إحراز اللقب الخامس في تاريخه،وما يزيد رغبة المنتخب الكاميروني الملقب ب«الأسود غير المروضة» في الصعود على قمة النهائيات القارية هو محو خيبة الأمل التي مني بها عام 2006 بفشله في التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي اقيمت في ألمانيا وخروجه من الدور ربع النهائي لنهائيات الدورة الماضية بمصر. ولن تكون مهمة المنتخب الكاميروني سهلة خصوصا أن القرعة أوقعته في مجموعة الموت (الثالثة) الى جانب مصر حاملة اللقب والسودان العائد بقوة إلى الساحة القارية وزامبيا. كما أن المنتخب الكاميروني فقد الكثير من بريقه في السنوات الأخيرة بسبب عدم تجديد دمائه واعتماده على العمود الفقري الذي تألق به في نهائيات 2000 و2002، بيد أن كل هذه المعطيات لا تعني بأن الاسود غير المروضة ستكون لقمة سائغة في غانا ولن تذهب بعيدا في النهائيات بل هي اعتادت تقديم الأفضل حتى في اسوأ الحالات وأبرز دليل على ذلك مونديال 1990 عندما وصلت ايطاليا بمشاكل كبيرة بين الاتحاد المحلي واللاعبين على المكافآت. وعمد الاتحاد الكاميروني الى التعاقد مع المدرب الألماني اوتو بفيستر الخبير في القارة السمراء للإشراف على إدارته الفنية، بعدما أبلى بلاء حسنا مع فريق المريخ السوداني وقاده إلى الدور النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي. وتكتسي البطولة أهمية كبيرة بالنسبة إلى إيطو الذي سيحاول تسجيل 4 أهداف لتحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في النهائيات والذي يوجد بحوزة العاجي لوران بوكو. وقال إيطو «تحطيم الأرقام القياسية يعتبر إنجازا تاريخيا، كنت أطمح إلى هذا الرقم في نهائيات مصر لكن الحظ لم يحالفني ولم يحالف المنتخب أيضا لأننا خرجنا من الدور ربع النهائي، لكن أعتقد بأن الفرصة متاحة في الوقت الحالي وسأحاول استغلالها».