تسعى أنغولا خلال احتضانها للدورة ال27 لكأس إفريقيا من للأمم (10-31 يناير) إلى كسب رهان التنظيم ومعانقة أول لقب قاري في مشوارها بيد أن مهمتها لن تكون باليسيرة في وجود المنتخب الجزائري أقوى منافس في المجموعة الأولى التي تبدو جد سهلة على الورق. فكرة القدم الأنغولية توجد أمام فرصة لإتباث ذاتها ضمن المنظومة الكروية الإفريقية وتكريس صحوتها في السنوات الأخيرة والتي تمكنت خلالها من بلوغ النهائيات في أربع دورات وحجز مكانها ضمن الأقوياء في كأس العالم 2006 بألمانيا. فمع بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ودور ربع النهاية في كأس إفريقيا 2008 بغانا بات المنتخب الأنغولي مطالبا أكثر من أي وقت مضى بنيل لقب قاري يكرس من خلاله المشوار الناجح في الإقصائيات الإفريقية المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010. وبدأت مشاركات المنتخب الأنغولي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم منذ دورة عام 1982 لكن الحظ لم يحالفه ببلوغ النهائيات إلا في سنة 1996. وشارك الفريق في نهائيات البطولة سنوات 1996 و1998 و2006 لكنه ودعها جميعها من الدور الأول قبل أن ينجح في تجاوز هذه العقبة ببلوغه الدور الثاني في دورة 2008 بغانا وخرج أمام نظيره المصري الذي توج بطلا. أما منتخب الجزائر المرشح الأقوى لنيل اللقب فيعود بعد غيابه عن الدورتين السابقتين للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بطموح يجسد آمال جماهيره العريضة في استعادة أمجاده وإهدائه ثاني لقب قاري في مشواره. فبعد تألقها وفرض ذاتها على الساحة الإفريقية في الثمانينيات بفضل جيل ضم العديد من النجوم أمثال رابح مادجر والأخضر بلومي فشلت كرة القدم الجزائرية ردحا من الزمن يقارب العقدين في ترك بصمة حقيقية في مسارها. وكانت المرة الوحيدة التي حالف فيها الحظ منتخب «الخضر» في تاريخه عندما احتضنت بلاده نهائيات سنة 1990 ليتوج بلقبها بعد الفوز على نظيره النيجيري 1-0 في المباراة النهائية وهي الحقبة التي كانت بمثابة نهاية العصر الذهبي لكرة القدم الجزائرية بعد اعتزال جيل من روادها الذين قادوا الفريق لهذا الإنجاز. وتعود مشاركة المنتخب الجزائري في النهائيات إلى سنة 1968 حين خرج من الدور الأول قبل أن يخفق في بلوغ النهائيات على مدار الدورات الخمس الموالية ثم عاد للمشاركة عام 1980 ونجح في حضور المحفل القاري باستمرار وطوال 13 دورة متتالية وإلى غاية سنة 2004 ليغيب بعدها عن الدورتين الأخيرتين. وبالإضافة إلى نيله لقب دورة 1990 حل منتخب الجزائر ثانيا عام 1980 كما بلغ نصف النهاية سنوات 1982 و1984 و1988 ودور الربع سنوات 1996 و2000 و2004 وخرج من الدور الأول في باقي النهائيات. وشهدت كرة القدم الجزائرية بما فيها المنتخب القومي انتكاسات وتراجع مستواها في العشرية الأخيرة لكن الفريق ما لبث أن عاد إلى سابق عهده ببلوغه نهائيات كأسي إفريقيا للأمم والعالم 2010 على التوالي بأنغولا وجنوب إفريقيا بعدما تصدر مجموعته في الإقصائيات. من جانبه يحلم منتخب مالي بالعودة إلى دائرة الأضواء من جديد بعد فشله في تجاوز الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2008 بغانا وبلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. ويقتصر رصيد المنتخب المالي قاريا على خمس مشاركات سابقة في النهائيات لكنه أفلح خلالها في فرض ذاته بقوة ويسعى إلى جعل مشاركته في دورة أنغولا الأفضل في مشواره بعد أن تبددت آماله في بلوغ نهائيات المونديال خاصة وأن الجيل الحالي ل»النسور» يزخر بعدد من النجوم المتميزين من المحليين والمحترفين بكبريات الأندية الأوروبية. وكان منتخب «النسور» قد دشن مشاركاته في إقصائيات كأس إفريقيا للأمم بعد حوالي عقد من الزمن وتحديدا سنة 1965. بيد أنه لم يبلغ النهائيات إلا سنة 1972 بالكاميرون. وعلى عكس ما كان متوقعا غاب المنتخب المالي عن نهائيات العرس الإفريقي طوال 22 عاما لكنه عاد إلى الظهور من جديد في النهائيات فبلغ المربع الذهبي في دورة 1994 في تونس ثم كرر الإنجاز ذاته في دورتي 2002 التي احتضنتها بلاده و2004 في تونس. وفشل بعد ذلك في بلوغ نهائيات دورة 2006 بمصر ثم خرج من الدور الأول لدورة 2008 بغانا. ويعقد منتخب مالي آمالا عريضة على نجمه اللامع فريدريك كانوتي قطب هجوم فريق إشبيلية الإسباني إلى جانب زميله في النادي سيدو كيتا ومامادو ديارا (ريال مدريد الإسباني) لمعانقة التألق. وشق منتخب «النسور» طريقهم في الإقصائيات بنجاح حيث تصدر مجموعته في المرحلة الأولى برصيد 12 نقطة أمام نظيره السوداني بفارق ثلاث نقاط لكنه لم يتمكن من بلوغ نهائيات المونديال الجنوب إفريقي بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته خلف غانا. ويدخل منتخب مالاوي تحديا كبيرا خلال نهائيات دورة أنغولا في محاولة لتكذيب كل التكهنات التي تعتبره أضعف حلقة في المجموعة الأولى. ويخلو سجل منتخب مالاوي من أي إنجاز يذكر في هذه التظاهرة القارية لكنه أثبت خلال التصفيات أنه قادرعلى قلب الموازين وخلق المفاجأة في أنغولا. علما بأن مشواره الإفريقي يقتصر على مشاركة واحدة في النهائيات وكانت سنة 1984 وخرج فيها من الدور الأول بعد أن حقق تعادلا وحيدا ومني بهزيمتين. وبلغ المنتخب المالاوي النهائيات للمرة الأولى بعد غياب دام 26 سنة في مشوار لم يكن يسيرا في التصفيات حيث أوقعته قرعة المرحلة الأولى في مجموعة تضم منتخبين كبيرين هما مصر والكونغو وكلاهما سبق له الفوز باللقب بالإضافة إلى منتخب جيبوتي لكنه نجح في حجز مكان له في النهائيات بعد احتلاله المركز الثاني برصيد 12 نقطة وبفارق ثلاث نقاط فقط خلف منتخب مصر ومثلها أمام منتخب الكونغو. وفي المرحلة الإقصائية الثانية نجح منتخب مالاوي في انتزاع المركز الثالث خلف منتخبي كوت ديفوار وبوركينا فاسو ومتفوقا على المنتخب الغيني الذي تأهل للنهائيات تسع مرات.