جمال وهبي الرجل المندفع، نيكولا ساركوزي، يفعل كل شيء بسرعة. فقد نشرت اليومية الفرنسية «لوجورنال دو ديمانش»، أول أمس، أنه من المحتمل أن يتزوج رئيس الجمهورية الفرنسية بصديقته عارضة الأزياء والمغنية السابقة، كارلا بروني. قد يتم حفل الزفاف على الأرجح يوم 8 أو 9 من شهر فبراير المقبل». وإذا ما تأكد هذا الخبر، فإن ساركوزي وبروني سيصبحان زوجين بعد مرور شهرين ونصف فقط على تعارفهما، دون أن تمضي أربعة أشهر على طلاقه من زوجته الثانية سيسيليا. وكما جرت العادة، فإن قصر الإيليزيه رفض التعليق على خبر الزواج، لكن الجريدة الفرنسية، التي يملكها أرنو لاغاردير، الصديق المقرب من الرئيس ساركوزي، تعطى ما يكفي من تفاصيل العلاقة المتطورة بين ساركوزي وبروني. إنها نفس الجريدة التي كان لها السبق الصحفي حول عدم ذهاب سيسيليا إلى صناديق الاقتراع لتصوت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية على ساركوزي، الذي كان حينها مايزال زوجها. وهو الخبر الذي لم ينشر بسبب الضغوطات الممارسة من طرف مالكها، صديق الرئيس. وذكر «لوجورنال دو ديمانش» أنه في أقل من شهر على تعارف ساركوزي بكارلا بروني، والذي صادف يوم 23 من شهر نونبر الماضي، خلال حفل أقيم في قصر الإيليزيه، فإن ساركوزي ألبس صديقته خاتما للزواج عبارة عن قلب من الماس الوردي بتوقيع فيكتور دي كاستلان، صائغة المجوهرات الشهيرة لدى كريستيان ديور. في حين أهدته كارلا ساعة يدوية رمادية من تصميم السويسري الشهير باتريك فيليب. الجريدة الفرنسية ذكرت بتصريحات والدة كارلا للصحافة عندما أكدت خلالها أن ساركوزي قد طلب منها يد ابنتها وأنها وافقت رسميا، لأنها لا تملك سببا يدعوها إلى الرفض. بعض أصدقاء بروني فوجئوا بدورهم لسرعة «قصة الحب» التي جمعت الطرفين، والتي من المؤكد أنها ستنتهي بها مسجونة داخل قصر الإيليزيه، لكن قد يعود سبب هذه السرعة إلى المشاكل التي بدأ يطرحها البروتوكول الرسمي الفرنسي. فمنذ أن طفت على السطح علاقتهما في شهر دجنبر الماضي، لتتصدر بعدها واجهات الصحف العالمية، سافر ساركوزي وبروني إلى مصر والأردن، حيث عاد الاثنان معا يوم أول أمس إلى فرنسا. سفر ساركوزي الرسمي سيكون، هذه المرة، إلى الهند في الرابع والعشرين من هذا الشهر. وحسب يومية «إنديان إكسبريس»، فإن كارلا لن يمكنها مرافقة ساركوزي إلى هناك نظرا إلى طبيعة الزيارة الرسمية، باعتبار أن «الصديقة ليست في وضع الزوجة». «ربما، ولأول مرة، نجد أنفسنا في وضع محرج كهذا»، يقول ممثل وزارة الشؤون الخارجية لليومية الفرنسية. فيما تحاول باريس ونيودلهي، من جهتهما، إيجاد حل للمشكل لأن الخارجية الفرنسية أبلغت نظيرتها الهندية أنه من الممكن لكارلا بروني أن ترافق صديقها ساركوزي خلال زيارته الرسمية للهند. ربما أكثر المرحبين بالزواج المرتقب للرئيس هم وزراؤه الذين تحدثوا عن تفاقم عصبيته عقب طلاقه من سيسيليا، وأكدوا أن زواجه من كارلا سيخفف من ردود فعله الحادة. ومن الجهة الأخرى، فإن المنتقدين لرحلات ساركوزي الغرامية الخاصة في مصر والأردن يرون أنها تحط من مقام الرئاسة الفرنسية في الخارج. كما رأى البعض أن الرئيس يخلط الشأن العام بالخاص، وهذا ما يفسر تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي العام، حيث هبطت نسبة الشعبية، لأول مرة، إلى ما دون الخمسين نقطة، بفقدانه سبع نقاط مقارنة بثلاثين يوما قبل ذلك.