يبدو أن حماس الشركة الفرنسية «داسو» للمشاركة في معرض «أيروإكسبو»، الذي ستشهده مدينة مراكش، قد تراجع بعد عدم استجابة المغرب لعرضها بشراء طائرات «الرافال» الحربية التي تصنعها، وتفضيله عليها طائرات إف 16 الأمريكية التي تأكد عرضها في المعرض المغربي.وأفاد فريدريك لوهيناف، المسؤول عن تنظيم المعرض الذي سيخصص لصناعات وخدمات الطيران والذي ستحتضنه مراكش في الفترة الممتدة من 23 إلى 26 يناير الجاري، في تصريح ل«المساء» أن «داسو» الفرنسية قلصت مستوى مشاركتها في المعرض، بحيث لن يكون بإمكان الزائرين التعرف على طائراتها الحربية «الرافال». فقد اكتفت الشركة الفرنسية بما اعتبره مصدرنا التفاتة ود وصداقة من طرفها تجاه المغرب، بإرسال مجموعة من طائراتها القديمة عبر جمعية «أجنحة الصداقة المغربية الفرنسية».وأوضح لوهيناف أن عدم وجود أي طموح تجاري لدى «داسو» في المعرض هو الذي دفعها إلى عدم المشاركة في معرض مراكش، خاصة وأن نقل طائرة مثل رافال إليه يحتاج إلى مصاريف جد كبيرة، مشيرا، في ذات الوقت، إلى أن عدم حضور «داسو» تجاريا في المعرض لا يِِؤثر على المشاركة الفرنسية التي تصل حسبه إلى57 في المائة من مجموع المشاركين في المعرض. يشار إلى أن المعرض، الذي كان سينظم في وقت سابق في السنة الفارطة، قد عمد إلى تأجيله في انتظار انتهاء المفاوضات بين المغرب والشركة الفرنسية، غير أن عدم شمول الصفقات التي أبرمها المغرب مع فرنسا، خلال زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي، لطائرات رافال قد أتى على آمال «داسو» في بيعها. يذكر أن «داسو» لم تتمكن رغم مساعيها الحثيثة من بيع طائرات رافال الجديدة لأية دولة، باستثناء ليبيا التي التزم زعيمها معمر القدافي، في زيارته الأخيرة، بشراء الطائرة الفرنسية.ويهدف منظمو معرض مراكش إلى إبراز الإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب والتعريف بالاستراتيجية الصناعية التي انخرط فيها، وذلك في سبيل جلب الشركات الدولية التي ترغب في نقل جزء من نشاطها إلى المغرب.ويرد عدم اقتناء المغرب لطائرات الرفال الفرنسية إلى تأخر الفرنسيين في الرد على طلب كان قد قدمه المغرب للفرنسيين يسعى من خلاله إلى الحصول على قرض، في نفس الوقت ساد التخوف لدى بعض الأوساط في المغرب من شراء طائرات مازالت لم تثبت فعاليتها على الصعيد الدولي. غير أن الفرنسيين، محفزين بحس رئيسهم التجاري الذي دفعه إلى الترويج للمنتوجات الفرنسية في جميع البلدان التي يزورها، تمكنوا من إقناع المغاربة بإبرام بروتوكول اتفاق يهم قطارات فائقة السرعة، بحيث يضع البروتوكل الأسس التكنولوجية والاقتصادية من أجل إنجاز قطار ال«تي.جي.في»غير أن هاته الصفقة، التي لم تخضع لطلب عروض دولي، أثارت حفيظة الإسبانيين الذين يعتبرون أن إمعان المغرب في القرب من فرنسا يشكل تهديدا لمصالحهم الاقتصادية في الجارة الجنوبية، خاصة وأنهم يتوفرون على استثمارات كبيرة في المغرب. وكان المهنيون المغاربة يتطلعون إلى حضور «داسو» إلى معرض مراكش علّ ذلك يساهم في إغرائها بنقل بعض أنشطتهم إلى المغرب مستفيدة من عامل القرب الجغرافي الذي يتيح سرعة كبيرة في الإنجاز.