أبلغت الحكومة الأمريكية بشكل رسمي الكونغرس نيتها إتمام الصفقة التي عقدتها مع المغرب، والتي تتكون من 24 طائرة حربية من نوع "إف 16 سي دي" مرفقة بأحدث التجهيزات بكلفة قدرها 2.4 مليار دولار. وبالتالي تكون الشركة الفرنسية "داسو أفياسيون" قد خسرت بشكل نهائي أي أمل في صفقة طائرات "الرافال" التي كانت ستعقدها مع المغرب. "" ومع إتمام الصفقة سيصبح المغرب المالك رقم 25 لطائرات إف 16 حول العالم التي تصنعها شركة "لوك هيد مارتن" الممول الأول للبانتاغون الأمريكي. وإذا ما قبل المغرب بجميع الخيارات المقترحة، فإن الصفقة ستبلغ تكلفتها 2.4 مليار دولار. وقال البانتاغون إن "إف 16" تمثل الطائرة الحربية الأكثر مبيعا في العالم. وحسب القوانين الجاري بها العمل في الولاياتالمتحدة، فإن للكونغرس الحق في إلغاء أية صفقة تجارية خلال 30 يوما من تاريخ عقدها، لكنه أمر مستبعد ونادر الوقوع. وفي تصريح للمدير العام لشركة "داسو" الفرنسية "شارل إدلستاين"، أكد أنه بعد 15 سنة من التسويق الفاشل، لم يعد أمام الشركة سوى المراهنة على صفقة تجارية مع ليبيا التي "تنوي" اقتناء 14 طائرة من نوع "رافال". وقال داسو "لم توقع الصفقة بعد (..) سنتفاوض وآمل في توقيع العقد في مهلة شهرين إلى ثلاثة أشهر وحتى قبل ذلك". وبدأت ليبيا مفاوضات مع فرنسا بهدف شراء معدات عسكرية بقيمة إجمالية قد تصل إلى 54 مليار أورو. وفي وثيقة نشرتها وكالة التعاون للدفاع والأمن التابعة للبانتاغون يوم الثلاثاء الماضي فإن هذه الصفقة ستعزز مكانة المغرب من أجل مساعدة الولاياتالمتحدة في حربها ضد الإرهاب والدفاع عن النفس. ويعتزم البانتاغون بيع المغرب صنف "بلوك 50/52 الأكثر تطورا في طائرات "إف 16" التي لا تمتلك صنفا أكثر تطورا منها سوى الإمارات العربية المتحدة التي اقتنت في وقت سابق صنف "بلوك 60". وستكون الطائرات التي تصنعها شركة "لوك هيد مارتن" مجهزة بنظام للطيران يستعمل الأقمار الاصطناعية، ومعدات إلكترونية للقتال، وغيرها من آخر مستحدثات التكنولوجيا الحربية. وكان وزير الدفاع الفرنسي "هيرفي موران" أرجع في تصريح سابق سبب فشل صفقة الأسلحة بين المغرب وفرنسا الخاصة بطائرات من نوع "رافال" إلى التحول الذي شهده الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية. وأكد موران أن الطرف المغربي كانت له نية صادقة من أجل اقتناء طائرات من نوع "رافال" التي تصنعها مؤسسة "داسو" الفرنسية. وتعد هذه أول مرة، يقول موران، يعبر فيها بلد ما لفرنسا عن نيته عقد صفقة من هذا الحجم، واختياره لهذا الصنف بالذات من الطائرات المتطورة. ويعود تاريخ هذا الاتفاق الفرنسي المغربي إلى عهد الرئيس السابق جاك شيراك. إلا أنه على مدى 14 شهرا الأخيرة لم تتمكن فرنسا من إقناع المغرب بالصفقة المقدمة، في الوقت الذي تمكن فيه الأمريكيون من خلال عرض معقول من جهة، وتحول في موقفهم بشكل إيجابي وواضح في ما يتعلق بصراع إقليمي له أهمية كبرى بالنسبة إلى المغرب، في ترجيح كفة صفقة طائرات "إف 16" الأمريكية الصنع على حساب "رافال" الفرنسية. ومن ناحيته حمل "سيرج داسو" مسؤولية فشل صفقة الرافال إلى المديرية العامة للتسليح في فرنسا التي ما أن توصلت بقبول المغرب المبدئي للصفقة حتى عمدت إلى تضخيمها والنفخ في بنودها.