أرجع وزير الدفاع الفرنسي "هيرفي موران" سبب فشل صفقة الأسلحة بين المغرب وفرنسا الخاصة بطائرات من نوع "رافال" إلى التحول الذي شهده الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية. وجاء ذلك خلال برنامج تلفزيوني بثته قناة "فرانس 2" في نهاية الأسبوع الماضي. وأكد موران أن الطرف المغربي كانت له نية صادقة من أجل اقتناء طائرات من نوع "رافال" التي تصنعها مؤسسة "داسو" الفرنسية. وتعد هذه أول مرة، يقول موران، يعبر فيها بلد ما لفرنسا عن نيته عقد صفقة مع فرنسا، واختياره لهذا الصنف بالذات من الطائرات المتطورة. ويعود تاريخ هذا الاتفاق الفرنسي المغربي إلى عهد الرئيس السابق جاك شيراك. إلا أنه على مدى 14 شهرا الأخيرة لم تتمكن فرنسا من إقناع المغرب بالصفقة المقدمة، في الوقت الذي تمكن فيه الأمريكيون من خلال عرض معقول من جهة، وتحول في موقفهم بشكل إيجابي وواضح في ما يتعلق بصراع إقليمي له أهمية كبرى بالنسبة إلى المغرب، في ترجيح كفة صفقة طائرات "إف 16" الأمريكية الصنع على حساب "رافال" الفرنسية. "" من جهة أخرى اعتبر أن تصريحاته السابقة حول "التكنولوجيا المضخمة والزائدة" في هذا الصنف من الطائرات، والتي أدت إلى وصول "رافال" سعرا باهظا أمر مبالغ فيه وأسيء فهمه، كما تعمدت بعض وسائل الإعلام تحويره. وفي السياق ذاته أكد موران أنه عائد للتو من المملكة العربية السعودية حيث تمكن من إقناع المسؤولين بصفقة جديدة سيعلن عن تفاصيلها قريبا. أما بخصوص الانتقادات التي توجه إلى هذا البلد العربي، والمرتبطة بالإرهاب وحقوق الإنسان والدور الفرنسي في تعزيز قوتها من خلال صفقات السلاح، أجاب موران أن فرنسا غير ملزمة لتقاسم جميع قيمها مع بلدان العالم حتى تقيم مبادلات تجارية، وإلا لما استوردت بترولا ولا تعاملت مع سوق كبيرة مثل الصين. وتأتي تصريحات الوزير الفرنسي في البرنامج الحواري "أوني با كوشي" الذي ينشطه "رولان ريكيي" المعروف بحسه الكوميدي وقفشاته الهزلية، بعد قيام نيكولا ساركوزي بزيارة للمغرب دامت ثلاثة أيام. وكانت شركة "داسو أفياسيون" أعلنت في نهاية شهر غشت الماضي عن رقم معاملات برسم النصف الأول من السنة الجارية يفوق 1.79 مليار أورو أي بأرباح قدرت ب231 مليون أورو. واستطاعت أن تحصل على 87 صفقة مقابل 52 في السنة الماضية.وتعد "رافال" برنامجا رائدا في الصناعة الدفاعية الفرنسية، وهي طائرة قتالية متعددة الوظائف صممت في بداية الثمانينات وقادرة على القيام بمهمات اعتراضية وهجومية على الأرض والاستطلاع وحتى القصف النووي.وتحتل فرنسا المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للأسلحة بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا ب12 في المائة من السوق العالمية لمبيعات الأسلحة. وتعد "رافال" طائرة "متطورة جدا" و"هائلة" وتصلح بالخصوص للمناورات الصعبة والمعارك القوية لذلك فإن ثمنها باهظ، وتجد فرنسا صعوبات في تسويقها منذ تاريخ بداية تصنيعها سنة 1990.