استنفرت مديرية التحكيم حكام عصبة سوس، لسد الخصاص الحاصل في الحكام بالأقاليم المغربية الجنوبية على خلفية الإضراب الأخير، حيث تمت الاستعانة بخمسة حكام من عصبة الجنوب أضيفوا إلى حكام عصبة سوس، الذين بدورهم تلقوا تعليمات للتوجه إلى جنوب المغرب لقيادة مجموعة من المباريات بدلا من الحكام الصحراويين «المتمردين». وقال حكم ينتمي لعصبة سوس فضل عدم الكشف عن اسمه، ل«المساء»: «أشد على أيديهم بحرارة جراء الموقف الشجاع الذي تبنوه تجاه سياسة الإقصاء والتهميش الممارس من طرف مديرية التحكيم» وأعطى المصدر ذاته مثالا على ما وصفه بالإقصاء يتعلق بحكم من الحكام المخضرمين بعصبة سوس، «تلقى مكالمة هاتفية من مسؤول باللجنة الجهوية للتحكيم على الساعة السادسة مساء من يوم الجمعة الماضي، يخبره فيها أنه عليه التوجه إلى مدينة العيون لقيادة مقابلة تعد من قمم بطولة قسم الهواة الأول، والأدهى من ذلك أن أحد الحكام المساعدين الذي تم تعيينه لنفس المقابلة لم يتكمن أعضاء اللجنة الجهوية من إيصال خبر التعيين إليه لأن هاتفه كان غير مشغل، ولم يتمكنوا من التواصل معه إلا في الساعة الثامنة مساء. و لم ينطلق الثلاثي صوب مدينة العيون إلا في الساعة التاسعة مساء، مع ما تطلب الطارئ من معاناة التنقل إلى مدينة العيون التي تبعد ب 10 ساعات أي ما يعادل 650 كلم. امتطى هؤلاء الحكام السيارة الشخصية لحكم الوسط،وانطلقوا بعد عناء يوم من العمل دون الاستئذان لغياب يوم السبت، ولحسن حظهم أن محمد جيد رئيس اللجنة الجهوية للتحكيم لم يهنأ بال نوم طيلة ليلة السبت تلك وظل متتبعا ساعة بعد أخرى مسار الحكام وهم في طريقهم إلى العيون. تخيلوا الحالة البدنية و النفسية التي سيصل بها الحكام في صباح يوم المباراة دون نوم أو راحة». وحسب مصادر متطابقة، فإن حجم معاناة هؤلاء الحكام قد كبر، بعد أن حرموا من التعويضات على التنقل المحدد في درهم واحد للكيلومتر، حيث أصر مسؤولو الفرق المستضيفة على منحهم التعويض المخصص لحكام الصحراء أي 20 درهما، وهو ما اعتبره «حكام الطوارئ» حيفا في حق حكام أقسام الهواة خاصة حكام عصب الصحراء وسوس والجنوب. وقال حكم متقاعد ل«المساء» متسائلا: «كيف يعقل أن يتقاضى حكم تعويضا مثلا من اكادير نحو العيون 720 درهما لا غير ويتحمل مشاق و عناء سفر طويل و مطالب بأداء مصاريف تنقل و مبيت و غيرها، بينما يتقاضى حكام الصفوة درهمين للكيلومتر كتعويض عن التنقل و 500 درهم كتعويض على المبيت عند معادلة أو تجاوز مسافة التنقل 300 كيلومتر». هذا الأسبوع تم تعيين حكمين من سوس لإدارة مباريات القسم الأول هواة في سابقة من نوعها، بعدما ظل التعيين يقتصر على 3 حكام فقط طيلة الدورات السابقة. وندد حكام سوس بما أسموه حالة الاحتقان خلال الاجتماع الأسبوعي للحكام وشجبوا ما اعتبروه حيفا، خصوصا أمام تغاضي اللجنة الجهوية للتحكيم بسوس وغضها الطرف على ما يحدث بذريعة عدم توفرها على معطيات التعيينات بالمغرب. وقال عضو بالمديرية، إن حكام سوس استفادوا في عهد اللجنة المركزية السابقة، ونالوا شارات دولية، وأضاف أن الحكام سواسية أمام المديرية.