يعتبرون من الفئات المنسية على الصعيد الوطني، إذ لا يتم الحديث عن مشاكلهم الاجتماعية إلا لماما، إنهم عمال المقاهي، فإذا كانت مشاكل هذه الفئة من المواطنين لا تختلف كثيرا عن باقي الفئات المهمشة، فإن لها خصوصياتها، فالعديد من عمال المقاهي، حسب تصريحاتهم، لا يستفيدون من أبسط الحقوق التي جاءت في قانون الشغل، والعديد منهم يشتغلون ساعات طويلة دون الحصول على أي تعويضات باستثناء ما يجود به الزبناء عليهم من حين لآخر. الواقع "المزري" الذي يعيشه بعض عمال المقاهي جعلهم يفكرون في الانضمام إلى العمل النقابي، وفي هذا السياق، قال مصدر ل"المساء" إن الاتحاد الجهوي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء واللجنة التحضيرية لمستخدمي المقاهي والمطاعم سيعقدون الجمع العام التأسيسي للمكتب النقابي يوم الخميس 24 مارس، من أجل الدفاع عن تفعيل مدونة الشغل وتحسين ظروف العمل بالنسبة إلى هذه الفئة. ولا يطالب العديد من عمال المقاهي والمطاعم بالمستحيل، ولكن فقط الاستجابة إلى مطالبهم الاجتماعية البسيطة ومن بينها الحصول على أوراق الأداء وبطاقة الشغل والتصريح الكامل بأيام وساعات العمل والتعويض القانوني عن أيام وساعات العمل الإضافية وخلال العطل والأعياد والتأمين الصحي وصندوق التقاعد والحد مما يصفونه بالإهانة والطرد التعسفي. وفي هذا السياق، يؤكد بعض عمال المقاهي أنه في أحيان كثيرة يتم الاستغناء عنهم لأتفه الأسباب دون الحصول على أي تعويضات، وذلك رغم أن بعضهم يمتهن هذه الحرفة لسنوات طويلة، ويعتبر مجموعة من عمال المقاهي أن حقوقهم المشروعة مهضومة، والتي تعد أبسط حقوقهم الاجتماعية، وتدخل عملية الانخراط في العمل النقابي بالنسبة لهذه الفئة في خانة الدفاع عن مطالبهم وإيصال أصواتهم للجهات المعنية. ويعتبر بعض عمال المقاهي أنه حان الوقت لفتح ملف مطالبهم الاجتماعية كباقي العمال، لأنهم يساهمون في تقديم خدمات للمواطنين. هذه العينة من العمال تشتغل لساعات طويلة ووجودها ضروري في كل المقاهي التي أصبحت تشكل واحدة من الأنشطة الاستثمارية في العاصمة الاقتصادية، حيث تعد المجال الاستثماري الذي يغري مجموعة من المواطنين، وهناك بعض المقاهي في العاصمة الاقتصادية التي كلف إنجازها الملايين من السنتيمات.