أفلحت السلطات الولائية ومسيرو شركة «ستاريو»، ولو مؤقتا، في امتصاص غضب مستخدمي النقل الحضري، واستبعاد شبح إضراب كان يهدد بشلل واضطراب كبيرين في حركة النقل والتنقل بمدن الرباطوسلا وتمارة والصخيرات، والزيادة في معاناة المواطنين القائمة منذ أشهر بسبب قلة الحافلات. واستبقت السلطات الولائية خوض الإضراب الذي كان يعتزم المستخدمون خوضه يوم أمس لمدة 24 ساعة، بدعوة النقابات التي تمثلهم إلى لقاء بولاية جهة الرباطسلا زمور زعير، صباح أول أمس الإثنين، وذلك في محاولة منها لامتصاص غضب المستخدمين الذين هددوا بطلب تحكيم ملكي. ووفقا لمصادر نقابية، فإن اللقاء الذي حضره الكاتب العام للولاية محمد ركراكة، ورئيس القسم الاقتصادي والاجتماعي بالولاية، والمندوب الجهوي للتشغيل، ومدير الموارد البشرية ب»ستاريو»، أفضى إلى التوقيع على برتوكول ملحق بالبرتوكول الموقع في 26 أكتوبر الماضي، تلتزم بموجبه ستاريو بتشغيل ما تبقى من المستخدمين والمقدر عددهم ب 825 عاملا، وتأدية مساعدة مالية اجتماعية تتراوح بين 1600 و2000 درهم لكل العمال الذين لم تتمكن الشركة من استيعابهم، إلى نهاية مارس القادم. وقالت المصادر النقابية، التي حضرت اللقاء الذي استمر لنحو 3 ساعات، إن ممثلي المستخدمين لم يدخروا جهدا في توجيه انتقاداتهم إلى مسيري الشركة في ما يخص عدم احترامها لبرتوكول 26 أكتوبر الماضي، وتسييرها الداخلي وطريقة تعاملها مع المستخدمين والتي وصفت بالمهينة، مشيرة إلى أن تلك الانتقادات وجدت صدى لدى الكاتب العام للولاية والمندوب الجهوي للشغل. إلى ذلك، قررت النقابات الممثلة للمستخدمين، في اجتماع عقدته وامتد إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، تأجيل الإضراب عن العمل، الذي كان مقررا خوضه يوم أمس، لمدة 24 ساعة، بعد التزام مسيري الشركة بالاستجابة لمطالب المستخدمين، وتعهدهم بتأدية مستحقاتهم واحترام مدونة الشغل والتوقيع على محضر ملحق، بحسب ما أفاد به محمد بندواد، الكاتب المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذي طالب مندوبية التشغيل بتكليف بعض مفتشي الشغل بالمتابعة اليومية لتفادي المشاكل التي يمكن أن تقع داخل الشركة. من جهته، أبدى ماجد حسن، الكاتب العام لنقابة عمال ومستخدمي حافلات الهناء، عدم تفاؤله بخصوص التزام مسؤولي «ستاريو» بتنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه في لقاء الإثنين المنصرم. وقال ل»المساء»:»بالنظر إلى مآل جلسات الحوار السابقة، التي بلغت نحو 18 جلسة، دون أن نرى تحقق وعود والتزامات مسؤولي «ستاريو» على أرض الواقع، يجعلني أؤكد استحالة تحقق ما تضمنه البرتوكول الملحق»، لافتا إلى أنه «في حال عدم تنفيذ الشركة لالتزاماتها، فإن الخطوة المقبلة التي سنقدم عليها هي طلب التحكيم الملكي وخوض إضراب مفتوح». من جهة أخرى، وجد المواطنون، خاصة العمال، والمستخدمون، والموظفون، والطلبة، صباح أمس، صعوبات في التنقل إلى وسط مدينة الرباط للالتحاق بمقرات عملهم، بسبب «الاضطراب الذي عرفته حركة التنقل بواسطة الحافلات في اتجاه مقرات الوزارات والمستشفيات والكليات. وفيما عبر العديد من المواطنين في تصريحات متطابقة ل «المساء»، عن استيائهم بسبب المعاناة الممتدة منذ نحو 3 أشهر، وما يكابدونه يوميا من أجل الوصول إلى وجهتهم، توقعت مصادر نقابية، بالاستناد إلى الالتزامات التي عبرت عنها «ستاريو» خلال لقائها أن تعود حركة النقل إلى وتيرتها العادية، تدريجيا، بعد توصلها الأسبوع المقبل ب34 حافلة ما زالت تنتظر الإفراج عنها من قبل مسؤولي ميناء الدارالبيضاء، و150 حافلة مستوردة من الصين نهاية شهر مارس القادم.