فيما ما زالت أزمة النقل الحضري تتفاقم في مدن الرباط وسلا وتمارة والصخيرات، منذ بداية استغلال شركة «ستاريو» لقطاع النقل الحضري في نونبر الماضي، يخوض عمال ومستخدمو الشركة إضرابا عن العمل، يوم غد الثلاثاء، لمدة 24 ساعة، مما يهدد بشلل واضطراب كبيرين في حركة النقل والتنقل ويزيد من معاناة المواطنين القائمة منذ أشهر بسبب قلة الحافلات. وقال محمد بنداود، الكاتب المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، إن خطوة الإضراب تأتي للاحتجاج على عدم احترام البروتوكول المتفق عليه مع شركة «ستاريو» أمام السلطات الولائية في 26 أكتوبر الماضي، ومضمونه التزام الشركة بتشغيل 3200 مستخدم من شركات النقل الحضري في ولاية الرباط وسلا وتمارة والصخيرات، مشيرا إلى أنه بعد لقاءات جمعت ممثلي المستخدمين بمسؤولي «ستاريو»، وبحضور الوالي أو كاتب عام الولاية أو المصالح المختصة، «تبين لنا أن الشركة تعمل جاهدة للتملص من تشغيل ما تبقى من المستخدمين، لذلك كان من الطبيعي، بعد أن طال انتظارنا للحل، أن نقرر، كمكاتب لأربع نقابات تمثل المستخدمين، الإقدام على خطوة الإضراب». وأوضح قائلا: «في البداية كنا نعتقد أن عقد الامتياز الممنوح للشركة سيكون مفيدا لساكنة الرباط وسلا وتمارة والصخيرات، بالنظر إلى العروض والامتيازات التي قدمها الوالي ومدير الشركة والوعود بأسطول حديث يعوض الأسطول المهترئ المستخدم حاليا، لكن بعد نحو 3 أشهر من التدبير سرعان ما أدركنا أن تلك العروض والامتيازات تبقى حبرا على ورق»، مشيرا إلى أن مسؤولي شركة «ستاريو» يتعاملون مع المستخدمين وكأنهم «عمال الموقف» من خلال حرمانهم من أجرهم عن الأيام التي لا يشتغلونها. كما يأتي الإضراب، الذي من المتوقع أن يفاقم من أزمة حركة النقل، حسب المسؤول النقابي، للتضامن مع المستخدمين الذين لم يلتحقوا بعد بعملهم، وكذا بعد تأجيل اللقاء الذي كان مبرمجا يوم الأربعاء الماضي في مكتب كاتب عام ولاية جهة الرباط، وتخلف عنه مسؤولو «ستاريو» في حين حضره ممثلو المستخدمين ومندوب الشغل بالرباط وممثلون عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. إلى ذلك، قال ماجد حسن، الكاتب العام لنقابة عمال ومستخدمي حافلات الهناء، ل«المساء»: «أمام الوضع المأساوي الذي أصبح عليه مستخدمو النقل الحضري، وما انتهى إليه الحوار مع شركة «ستاريو» وسلطات على مستوى الولاية، وأمام الوعود الزائفة بتشغيل 1492 مستخدما وعاملا التي لم تتحقق إلى حد الآن، لم يكن أمامنا غير التصعيد من خلال خوض إضراب يوم غد الثلاثاء وسيتبعه الإقدام على خطوة طلب تحكيم ملكي». وأضاف في تصريحات للجريدة: «الكثير من المستخدمين يعيشون أوضاعا اجتماعية مأساوية نتيجة فقدانهم لعملهم وعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم تجاه أسرهم وذويهم، وما حدث لأحد عمال شركة الأزرق، البالغ 26 عاما مؤخرا والذي توفي من شدة القهر، لهو أبلغ مثال على الأوضاع التي يعيشها مستخدمو النقل الحضري». وفيما تعذر الاتصال بشركة «ستاريو»، صباح أمس الأحد، للتعقيب على اتهامات النقابات، حمل ماجد المسؤولين على صعيد الولاية المسؤولية عن منح التدبير المفوض لشركة «فيوليا»، وعن عدم التزامها بما وعدت به خلال لقاءات سابقة مع ممثلي العمال وما تضمنه برتوكول 26 أكتوبر.