في أقل من 24 ساعة شهدت مدينة أسفي، غرق ثلاثة شبان، اختفى أحدهم، وإلقاء أربعينية بنفسها من على «كورنيش» المدينة تاركة وراءها أسرة مكونة من أب وثلاثة أبناء، من بينهم رضيع لم يتجاوز شهره الخامس، وغرق طفل لم يتجاوز عمره ثماني سنوات بالمرسى بمرفأ الزوارق التقليدية للصيد الساحلي. ففي مساء أول أمس الاثنين ألقت (خديجة،ر)، التي تنحدر من جماعة الشهدة، قرب جماعة اسحيم، وتبلغ أربعين سنة من عمرها، بنفسها من على كورنيش أسفي من علو شاهق، لتسقط وتختفي بسبب الأمواج العاتية، التي تتكسر على الصخور. «خديجة» اختفت في رمشة عين بالمحيط الأطلسي، وتركت غموضا وراء فاجعتها، التي تجري التحقيقات، بأمر من وكيل الملك، لمعرفة ملابساتها وأسبابها الحقيقة. لكنها تركت أيضا ابنتها (ز) ذات الربيع الثامن التي كانت ترافقها، قبل أن تضع حدا لحياتها، مصدومة من هول الفاجعة، تصرخ بشكل هستيري، كاد يفقدها عقلها فوق صخرة «أموني» حيث «كورنيش» أسفي. هذا، وتجهل الأسباب، التي جعلت أما لثلاثة أبناء تضع حدا لحياتها بتلك الطريقة الصادمة، مباشرة بعد عودتها من قسم جراحة الأنف والحنجرة بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، بسبب مرض ابنتها (ز) على مستوى اللوزتين. كما غرق مساء نفس يوم الاثنين، ثلاثة شبان، يتحدرون من جماعة احرارة بشاطئ عين دراق نواحي أسفي. وفيما تمكن رجال الوقاية المدنية من إنقاذ شابين، ونقلهم إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بأسفي لتلقي العلاجات الضرورية، لا يزال البحث جاريا من طرف فرق الوقاية المدنية ومتطوعين عن الغريق الثالث، الذي لم يظهر له أثر. إلى ذلك، شهد ميناء أسفي مساء الأحد مصرع الطفل (م،ف)، الذي لم يكمل ربيعه الثامن، ويتابع دراسته بالقسم الثالث ابتدائي بعد غرقه بميناء المدينة. وكان الطفل القاصر يرافق أمه، التي تقطن بالمدينة العتيقة، وتبيع بعض الوجبات السريعة التقليدية للعاملين وزوار الميناء، وفي غفلة منها انسحب ليتفرج على الزوارق، التي ترسو بالحوض المخصص لها، فوجد نفسه غريقا عاجزا، حتى انتشله رجال الوقاية المدنية جثة هامدة فوق مياه المحيط الاطلسي.