قلب عمر البحراوي، العمدة الأسبق لمدينة الرباط، الطاولة على حزب العدالة والتنمية بعد أن أعلن أول أمس بشكل رسمي انسحابه من التحالف ومن الأغلبية التي تدبر مقاطعة اليوسفية، متهما حزب العدالة بالتحكم والاستفراد بالقرارات واحتكار جميع التفويضات. وأشار البحرواي، المنتمي إلى حزب الاتحاد الدستوري، خلال كلمة مقتضبة، إلى أن حزب العدالة والتنمية قدم وعودا وتنكر لها، وأن جميع مرافق المقاطعة أصبحت رهينة في يده، مما عطل مصالح المواطنين، بعد أن قام بالاستفراد بالتسيير في خرق واضح لما تم الاتفاق عليه خلال تكوين التحالف الذي عبد الطريق لحزب «المصباح» لتولي رئاسة مقاطعة اليوسفية، يضيف البحراوي. ووجد رئيس المقاطعة عبد الرحيم لقرع نفسه في وضع جد حرج بعد أن تم رفض ميزانية نفقات المقاطعة ب25 صوتا مقابل 15 صوتا، بعد أن طالب الوالي بإعادة مناقشتها في إطار قراءة ثانية، حيث التحق كل من حزب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية، الذي يعد طرفا في التحالف، بلائحة الرافضين، رغم المساعي التي بذلت في آخر لحظة من أجل إقناع البحراوي بتليين موقفه على أساس إيجاد حل لجميع القضايا الخلافية العالقة وتجنب تكوين جبهة معارضة. ويعد هذا القرار ضربة موجعة ورسالة قوية إلى حزب العدالة والتنمية بالرباط، خاصة أن بعض المصادر لم تستبعد أن تتنقل عدوى الانسحابات من التحالف إلى باقي المقاطعات. كما لم تستبعد أن يمتد ذلك إلى مجلس المدينة في حال استمرار بعض الممارسات التي خلقت نوعا من الاحتقان لى حلفاء الحزب، ومنها التعامل باستعلاء مع باقي المكونات السياسية، والتعاطي مع الجميع بمنطق الشك. ومن المنتظر، حسب مصادر مطلعة، أن يخلط هذا القرار أوراق الحزب بالرباط، وعلى الأخص بمقاطعة اليوسفية، التي كانت في الولاية السابقة تحت تدبير حزب الأصالة والمعاصرة قبل أن يتمكن حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات الجماعية الأخيرة من نيل رئاستها، إلى جانب مقاطعات يعقوب المنصور وحسان وأكدال.