فشلت العاصمة الاقتصادية في تعميم تجربة صباغة واجهات المنازل والعمارات باللون الأبيض، إذ ظلت هذه التجربة التي ماتت في المهد حبيسة بعض المناطق دون غيرها، وهي القضية التي أثارت استغراب الكثير من متتبعي الشأن المحلي البيضاوي، حيث كان من المفروض أن تتم صباغة جميع جدران المنازل والعمارات باللون الأبيض، حتى يتم إعطاء رونق جمالي للمدينة في ظل الرغبة في تحسين وجه المدينة. وقال مصدر ل "المساء" إنه من الصعب جدا إقناع البيضاويين بصباغة منازلهم باللون الأبيض، خاصة الذين يقطنون في المناطق المحيطية لمركز المدينة، على اعتبار أن كل شخص يفضل صباغة منزله باللون الذي يريد أراد وليس لأي جهة الحق في فرض لون محدد عليه، باستثناء إذا كانت هناك إرادة في تحمل التبعات المادية لهذه القضية. وأكد أحد المهنيين في مجال الصباغة إنه في بعض الأحيان يتم فرض اللون الأبيض، خاصة إذا تعلق الأمر بالشوارع الرئيسية، لاسيما إذا كان صاحب المنزل يريد تجديد لون صباغته، وإن مسألة صباغة جدران منازل وعمارات المدينة تسير بطريقة تدريجية، وهو الأمر الذي يلاحظ في وسط العاصمة الاقتصادية. وكان قرار صباغة جدران منازل العاصمة الاقتصادية أثار جدلا واسعا في الشهور الأخيرة من الولاية الجماعية السابقة، إذ اعتبر منتقدو هذا القرار أنه هروب إلى الأمام، فعوض أن ينكب المسؤولون المحليون والمنتخبون على المشاكل الحقيقية للمدينة أرادوا الهروب إلى الأمام عبر قرار يدركون جيدا أنه من الصعب تحقيقه في الأمد القصير، نظرا لمجموعة من الإكراهات.. وليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها قضية صباغة جدران منازل الدارالبيضاء، إذ سبق أن تم طرح هذه القضية خلال السنوات الأولى من دخول الدارالبيضاء تجربة نظام وحدة المدينة، وتم اقتراح اللون الأبيض والأزرق، إلا أن أطرفا في المجلس انتفضت ضد هذا القرار، مؤكدة أنه لا يمكن صباغة جدران عمارات الدارالبيضاء بألوان العلم الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى تأجيل هذه القضية التي أعيدت إلى الواجهة من جديد خلال الشهور الأخيرة التي سبقت الانتخابات الجماعية وتم اعتماد فقط اللون الأبيض، وبدأت بعض المناطق في عمليات صباغة واجهات العمارات، لاسيما في الشوارع الرئيسية، وخاصة في منطقة الحي الحسني، إلا أن هذه العملية لم يتم تعميمها على باقي المناطق الأخرى.وسبق أن أكد مستشار جماعي سابق في البيضاء أنه لا يمكن ضمان نجاح هذه المبادرة لعدة أسباب. فعل سيحرك العمدة عبد العزيز العماري هذا الملف، أم أن ذلك لا يشكل أي أولوية بالنسبة إليه على الأقل في الآونة الحالية.