سيكون البيضاويون ملزمين بإعادة صباغة واجهات منازلهم وعماراتهم ومحلاتهم باللون الأبيض لوحده، إذ لم يعد من الممكن صباغة واجهات المنازل والعمارات في جميع مناطق العاصمة الاقتصادية بأي لون باستثناء الأبيض. وكشف مصدر مطلع ل"المساء" أن مالكي العمارات والمنازل سيتكلفون بأنفسهم بعملية الصباغة، وفي حال عدم القيام بهذا الأمر فإن الجماعة الحضرية ستتكفل بإنجاز الأشغال اللازمة، على أن يتم استخلاص المصاريف وفق المساطر والإجراءات الجاري به العمل في مجال استخلاص الديون العمومية. وسيتم إشعار المعنيين بالأمر من طرف المصالح المختصة برسائل فردية مكتوبة مع الإشعار بالتوصل للقيام بالأشغال المذكورة، وفي حال عدم القيام بصباغة واجهات المنازل أو العمارات توجه المصالح المختصة إلى المتخلفين إنذارا مكتوبا مع الإشعار بالتوصل يمنح بمقتضاه للمعنيين بالأمر أجل إضافي مدته خمسة عشر يوما للقيام بهذا الأمر. وعن الموعد الذي سيدخل فيه هذا القرار حيز التنفيذ، أفاد مصدر "المساء" أن ذلك مرتبط بمصادقة سلطات الوصية، ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون ذلك في القريب العاجل. واعتبر مصدر من المعارضة داخل جماعة الدارالبيضاء أنه من الصعب جدا إعادة صباغة جميع المنازل باللون الأبيض لوحده، مؤكدا أن الأمر لن يتعدى فقط واجهات العمارات الموجودة في وسط المدينة، وزاد قائلا: "أمر صعب جدا الالتزام باللون الأبيض في جميع مناطق المدينة، لأن هناك بعض مالكي المنازل في المناطق المحيطية سيرفضون هذا الإجراء"، وأضاف أن العديد من سكان المناطق الضاحوية لن يستسيغوا فرض لون واحد موحد، خاصة الذين قاموا بصباغة منازلهم في الآونة الأخيرة. ومهما بلغ الاختلاف حول هذه الخطوة، فهناك اتفاق بين الكثير من فعاليات المدينة على ضرورة تبني هذا القرار، لأن الحالة التي توجد عليها العديد من المنازل تزيد من تشويه العاصمة الاقتصادية، خاصة في مركز المدينة والمناطق المحيطة بها. وكانت العمارات المجاورة لمحطة الطرامواي بساحة الأممالمتحدة استفادت أثناء إعطاء انطلاقة هذا المشروع في دجنبر 2012 من عملية إعادة صباغتها، ما أعطى لهذه المنطقة رونقا. وفي حال التطبيق الفعلي لعمليات إعادة صباغة واجهات المنازل والعمارات، فإن الفئة المستفيدة من هذه الخطوة لن تكون سوى مهنيي الصباغة، الذين سينتعشون نظرا للإقبال الكبير عليهم، كما يقول أحد المواطنين ل"المساء" "الصبّاغة سينتعشون في حال دخول هذا القرار إلى حيز التنفيذ، لأنه سيكون هناك إقبال كبير عليهم، وهو الأمر مهم بالنسبة إليهم للاستفادة من عوائد مادية". وكانت قضية إعادة صباغة واجهات منازل وعمارات مدينة الدارالبيضاء أثارت نقاشا واسعا قبل سنوات، إذ رفضت مكونات سياسية في الجماعة الحضرية في النسخة السابقة مقترحا يتعلق بصباغة واجهات المنازل بالأبيض والأزرق، على اعتبار أن في ذلك إشارة إلى العلم الإسرائيلي، ما جعل هذا المشروع يموت في المهد ليعاد من جديد طرحه، خلال آخر دورة للمجلس الجماعي، حيث صادق أعضاء المجلس بالإجماع على مشروع قرار جماعي يتعلق بتنظيف وصباغة الواجهات.