من بين المقررات البلدية التي اتخذت قبل شهور في إطار إعادة البياض للعاصمة الاقتصادية، المقرر المرتبط بإعادة صباغة واجهات المنازل والعمارات باللون الأبيض، هذا القرار وإن كان تم تبنيه في بعض المقاطعات الجماعية، إلا أنه لم يتم تعميمه على باقي المقاطعات الأخرى بما فيها تلك التي توجد في محور الدارالبيضاء، بل حتى في بعض المقاطعات التي عرفت هذه العملية ظل الأمر يقتصر على الشوارع الرئيسية، علما أن القرار حينما تم اتخاذه جرى التأكيد على ضرورة تعميمه على جل منازل وعمارات العاصمة الاقتصادية. وقال مصدر جماعي ل"المساء"، تحفظ على ذكر اسمه، إن قرار تبييض منازل الدارالبيضاء لم تتم مصاحبته بشكل حازم، خاصة بالنسبة للبنايات التي توجد في الشوارع الرئيسية في العديد من المقاطعات البيضاوية، وهو الأمر الذي جعل العملية يشوبها بعض الارتباك، حيث إنه تم تبييض مجموعة من العمارات والمنازل في بعض المناطق فيما لم تستفد أحياء أخرى من هذه العملية. وأكد المصدر نفسه أن من بين الإجراءات المتخذة من أجل التشجيع على تبييض واجهات المنازل في الدارالبيضاء ضرورة تقديم صور لواجهات العمارات والمنازل مصبوغة باللون الأبيض للحصول على رخصة للتزود بالماء والكهرباء. وأوضح المصدر نفسه أن مثل هذه الإجراءات غير كافية لتعميم هذه العملية، سيما أن هناك مجموعة من العوامل المؤدية إلى عدم التفعيل الجيد لهذا القرار، من بينها الجهة التي ستتحمل صباغة الواجهة، خاصة حينما يصطدم الأمر بالإشكال المرتبط بالملكية المشتركة، فهذا الوضع لوحده يحكم على العملية بالفشل، وقال المصدر نفسه: "من الصعب جدا إقناع سكان عمارة تتكون من أزيد من 15 شقة بضرورة صباغة واجهة عمارتهم باللون الأبيض، الأمر الذي يستدعي ضرورة التفكير في إجراءات جديدة من أجل إعطاء انطلاقة جديدة لهذه العملية"، وأكد أنه لابد من تعميم البياض على الدارالبيضاء، إلا أن هذا الأمر حسب رأي المصدر نفسه يستدعي التفكير في صيغ جديدة تضع بعين الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة لعموم المواطنين، خاصة بالنسبة للمنازل التي توجد في المقاطعات المحيطية. وخلال الحديث عن ضرورة تبني قرار يتعلق بصباغة واجهات منازل المدينة أكدت بعض الأصوات أن هذه العملية لن يكتب لها النجاح لأسباب متعددة، من بينها أن بعض مالكي المنازل في المناطق المحيطية يرفضون هذا الإجراء، لأنهم لم يستسيغوا فرض لون موحد، خاصة الذين قاموا بصباغة منازلهم في الآونة الأخيرة. وسبق أن أكد مصدر مطلع ل"المساء" أنه سيتم إشعار المعنيين بالأمر من طرف المصالح المختصة برسائل فردية مكتوبة مع الإشعار بالتوصل للقيام بالأشغال المذكورة، وفي حال عدم القيام بصباغة واجهات المنازل أو العمارات توجه المصالح المختصة إلى المتخلفين إنذارا مكتوبا مع الإشعار بالتوصل يمنح بمقتضاه للمعنيين بالأمر أجل إضافي مدته خمسة عشر يوما للقيام بهذا الأمر.