على امتداد شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية، تنتصب البنايات، سواء تعلق الأمر بمنازل عادية/بسيطة أو ب «ناطحات للسحاب» أو وحدات صناعية من شركات ومعامل، تمتد على جانبي الطرقات، السواد الأعظم منها يحمل اللون الأبيض، لكنه بياض لم يعد واضحا/باديا للعيان بفعل اتساخها، في حين اختارت أخرى أن تتشح بألوان صادمة أحيانا كثيرة، تعادل ألوان الطيف وتفتقد لأية مسحة/نفحة جمالية، مما يساهم في تشويه عمران المدينة وينضاف إلى سلسلة الاختلالات التي تعيش على إيقاعها! بنايات، البعض منها يحمل اللون الأحمر، وأخرى واجهاتها بنية، فالأخضر، والبنفسجي، والوردي ... وغيرها من الألوان التي دفعت بالبعض إلى حد صباغة واجهة بنايته بلونين مختلفين/متناقضين، ومنهم من صبغ طابقا بلون مخالف للون طابقين وثلاثة، والبعض الآخر في ظل هاته الفوضى قام بصباغة شركته/مصنعه بالسواد كما هو الحال بالنسبة لواحدة توجد على جانب الطريق الساحلية بالقرب من مصنع كوزيمار بتراب عين السبع. هي فوضى إذن البعض ينخرط فيها عن جهل بالقوانين المنظمة لهذا المجال، والبعض الآخر عن عمد في غياب مراقبة من لدن الجهات المعنية التي يتعين عليها السهر على تطبيق مضمون المادتين 54 و55 من القرار البلدي المستمر المؤرخ في 4 يناير 1952 ، واللتين تدعوان السلطات الإدارية إلى تتبع الأوراش ومنح موافقتها لصباغة الواجهات بلون معين أو المطالبة بتغييره، وكذا العمل على تجديد صباغة الواجهة على الأقل مرة كل ست سنوات كي لاتبقى متسخة، وفي نفس الإطار جاءت مراسلة الوالي الأسبق محمد الظريف والتي تحمل عدد 2495 في أبريل 2003، والتي تحيل على المادتين السالف ذكرهما وتحدد ألوان الواجهات في الأبيض، «الكريم» و«البيج»، وتدعو السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، كل في دائرة اختصاصه، من أجل السهر على تفعيل هذا الأمر وضمان نجاح العملية في مواجهة فوضى الواجهات. من جانبها كانت جماعة مرس السلطان قد أصدرت مقررا بدورها بتاريخ 4 أبريل 1979 وصادقت عليه وزارة الداخلية يقضي بإعادة صباغة/طلاء الواجهات كل أربع سنوات وتحديد ألوانها في الأبيض و «البيج». هي جملة من المقررات الإدارية التي تبقى في كثير من الأحيان مجرد حبر على ورق في حاجة إلى التفعيل والسهر على تطبيق مضامينها، كي لاتظل الدارالبيضاء ضحية للعشوائية والفوضى ويغلب عليها طابع الارتجالية، التي فتحت المجال للعديد من المبادرات كتلك التي شهدها درب السلطان في وقت من الأوقات من خلال صباغة أحد الأحياء المجاورة لحي طرابلس بالأبيض والأزرق؟!