فتحت الفاجعة التي هزت الدارالبيضاء في الأيام الأخيرة بمنطقة بوركون ملف الطريقة التي يتم من خلالها منح التراخيص لبناء العمارات وإضافة طوابق جديدة والبناء العشوائي عموما، من جديد، في العاصمة الاقتصادية. فهل أصبح مقدرا على أكبر مدينة في المغرب أن تعيش كوارث إنسانية تتعلق بانهيار المباني، ففي الوقت الذي كان سكان المدينة القديمة هم الذين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من وقوع انهيارات جديدة في بداية الصيف استفاق المواطنون على خبر انهيار ثلاث عمارات في منطقة بوركون، والتي لا تبعد سوى بكيلومترات قليلة عن المدينة القديمة، والسبب دائما، حسب إفادة بعض المواطنين هو البناء العشوائي والسماح بإضافة طوابق جديدة دون التأكد من سلامة الأسس. وقال مصدر إن الإشكال المتعلق بالبناء العشوائي وإضافة طوابق جديدة لابد أن يفتح بكل جدية وأن يتم ربط المسؤولية بالمحاسبة في هذا السياق، لأنه لا يعقل أن يتم هدر أرواح المواطنين بهذه الطريقة البشعة. وأضاف أنه لابد من القطع بشكل نهائي مع كل الممارسات التي تشجع إضافة طوابق أو غرف في السطوح دون الحصول على تراخيص من قبل السلطات العمومية. ما حدث في بوركون يعيد الإشكال المرتبط بالموافقة على إضافة طوابق جديدة في مجموعة من أحياء المدينة إلى الواجهة، إذ سبق أن حذر الكثير من المراقبين، قبل سنوات، من أسلوب الترخيص للمواطنين بزيادة طوابق جديدة دون التأكد من صلابة أسس هذه المنازل، لأن ذلك يتسبب في وقوع كوارث إنسانية كما وقع يوم الجمعة في بوركون. ويتزايد عدد الدور الآيلة للسقوط في المدينة القديمة للدار البيضاء بشكل مرعب، إذ يؤكد بعض المهندسين المعماريين أنه لابد من القيام بحملة من أجل ترميم العمارات القديمة التي توجد وسط المدينة والمناطق المحيطة بها، على اعتبار أن عدم أخذ هذا الأمر بالجدية اللازمة يمكن أن يؤدي إلى كوارث في العقود المقبلة. وأكد مصدر ل"المساء" أنه من الضرورة تعميم مسطرة الهدم على جميع المنازل التي توجد في وضعية حرجة اعتمادا على خبرة من قبل مكتب الدراسات والتجارب العمومية، على اعتبار أن الانهيارات الأخيرة في المدينة في السنوات الأخيرة كشفت أن هناك مجموعة من المنازل المهددة بالانهيار على مستوى عمالة أنفا والتي توجد خارج المدينة القديمة، وهذا الأمر يستدعي إجراء خبرة على هذه المنازل وتعميم مسطرة الهدم على المباني التي توجد في مرحلة خطيرة". وأصبحت قضية المباني المهددة بالانهيار في الدارالبيضاء حديث العام والخاص في السنوات القليلة الماضية، وفي كل مرة يتم التطرق فيها إلى هذه القضية يتم الحديث عن خطط واستراتيجيات من أجل الحد من تنامي مسلسل هذه الانهيارات، إلا أن ذلك يبقى حبيس هذه الاجتماعات، حيث إن مسلسل هذه الانهيارات، وخاصة في المدينة القديمة في الدارالبيضاء والتي تخلف في غالب الأحيان قتلى وجرحى، وما يزال سكان هذه المنطقة يتذكرون الأحداث المؤلمة التي شهدتها هذه المنطقة قبل ثلاث سنوات.