يعيش مجموعة من سكان المدينة القديمة، هذه الأيام، بعد هطول الأمطار على الدارالبيضاء في ظل هلع كبير، بسبب احتمال انهيار منازل جديدة مثلما وقع في السنوات القليلة الماضية، إذ يخيم شبح الانهيارات التي عرفتها هذه المنطقة على الأجواء العامة للمدينة القديمة. وقال مصدر جمعوي ل"المساء" إن الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على العاصمة الاقتصادية أعادت من جديد شبح انهيارات المنازل، وهو الأمر الذي يثير مخاوف الكثير من السكان الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على المكوث في هذه المنطقة بسبب ضيق ذات اليد، وأكد الفاعل الجمعوي ذاته أنه مع دخول فصل الصيف وفصل الشتاء تكون منازل المدينة القديمة معرضة أكثر للانهيار، وهذا الأمر يشكل مخاطر لسكانها، الذين أصبحوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من انهيارات مفاجئة تعيد ذكريات الانهيارات القديمة إلى الواجهة، حيث خلفت هذه الانهيارات مجموعة من القتلى، ما فتح ملف المدينة القديمة، إذ ارتفعت أصوات كثيرة بضرورة طي صفحات هذا الملف في أقرب وقت ممكن. وأكد سعيد السبيطي، عضو مجلس مقاطعة سيدي بليوط ل"المساء" أن هناك العديد من المنازل المهددة بالانهيار في المدينة القديمة، وهو الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا في أقرب وقت ممكن، وقال: "إن الكثير من سكان المدينة القديمة ينتابهم شعور بالخوف جراء هذه القضية، ففي الحقيقة الوضع ليس على ما يرام، وليس من رأى كمن سمع، فالوضعية التي يعيش فيها مجموعة من المواطنين في المدينة القديمة صعبة جدا"، وأضاف "باز لهاذوك الناس ساكنين في تلك الظروف". وأوضح المتحدث ذاته أن الإشكال المتعلق بالمدينة القديمة سبق أن تم طرحه في مناسبات كثيرة سواء في مجلس المدينة أو الجهة ولابد من تدخل عاجل لتنفيذ المخطط الاستعجالي المتعلق بهذه القضية. وسبق للسلطات المحلية أن وعدت، في إطار المخطط الاستعجالي للدار البيضاء، أو ما يصطلح عليه برنامج تغطية الأولويات بجهة الدار البيضاء، بإسكان 9250 أسرة وسيكلف هذا البرنامج الذي يمتد تنفيذه على مدى 36 شهرا غلافا ماليا بقيمة 7،1 مليار درهم، وتم اعتبار الإشكال المرتبط بحل إشكالية السكن عبر إعادة إسكان قاطني الدور الآيلة للسقوط والقضاء على دور الصفيح أولوية بالنسبة لسلطات المدينة، وهو ما دفع بعض الجمعويين والمنتخبين إلى التأكيد على ضرورة التعجيل بإنجاز هذا المشروع الذي ينتظره الكثير من سكان المدينة القديمة بفارغ الصبر. وتحتل المدينة القديمة إلى جانب الفداء ومرس السلطان المرتبة الأول على صعيد جهة الدارالبيضاء بخصوص المنازل المهددة بالانهيار، وسبق أن تم عقد دورة استثنائية لدراسة هذه القضية من قبل أعضاء المجلس الجماعي للدار البيضاء بعد انهيارات المدينة القديمة.