أعادت وفاة شخصين في انهيار منزل بمدينة الدارالبيضاء بعد اضطرابات جوية شهدها المغرب هذا الأسبوع الى الواجهة قضية آلاف المساكن العشوائية والمهددة بالانهيار في عاصمة المملكة الاقتصادية. وتوفي شاب وجده ليلة الاثنين الثلاثاء فيما أصيب شخص ثالث بجروح في انهيار المنزل وهم نيام في حي بالمدينة العتيقة في الدارالبيضاء.
وقال أحد أقارب الضحايا إن "سطح غرفة بنيت فوق فسحة المنزل انهار" فوق الضحايا.
وشهدت الدارالبيضاء، كبرى مدن المغرب التي يقطنها ما يقرب من خمسة ملايين شخص، امطارا غزيرة لعدة أيام، ما تسبب في انهيار منزل آخر من ثلاثة طوابق، وانهيار سقف منزل ثالث في المدينة القديمة.
ويقدر كمال الديساوي، العضو في مجلس مدينة الدارالبيضاء، ان "ما مجموعه 70 ألف أسرة مهددة بانهيار مساكنها في مدينة الدارالبيضاء".
ولذلك، كما يضيف الديساوي لفرانس برس "من الضروري انشاء مخزون من 70 ألف مسكن لمواجهة المشكلة"، مردفا انه "قرار كبير ومعضلة تتطلب تدخل الدولة بامكانياتها الكبيرة لحله، لأنه ليس في مقدور المنتخبين لوحدهم حل المشكل".
وافاد تقرير صدر مؤخرا عن وزارة الإسكان المغربية ان ما بين 4000 و7000 مسكن مهددة بالانهيار في اية لحظة في مدينة الدارالبيضاء خصوصا مع التساقطات المطرية الكثيفة التي شهدها المغرب.
ويعود تاريخ بناء أغلب المساكن في الدارالبيضاء الى القرن التاسع عشر، حيث ان "هناك 15 حيا مهددا بالانهيار فوق رؤوس ساكنيه" حسبما أفاد صحافي مقيم في الدارالبيضاء لفرانس برس.
وبعد عائلة من خمسة أفراد في الدارالبيضاء في أيار/مايو الماضي، علقت الصحافة المغربية على الحادث بقولها ان "مساكنالدارالبيضاء العتيقة تسقط مثل بيوت من ورق".
وأنفقت لجنة "إعادة تأهيل" المدينة القديمة للدار البيضاء، أطلقها الملك محمد السادس سنة 2010، ما يقرب من 30 مليون يورو لهذا الغرض، لكن "التحديات هائلة"، حسبما أفاد عضو داخل هذه اللجنة لفرانس برس فضل عدم الكشف عن هويته.
ويؤكد انه "قبل التأهيل يجب تحديد الأسر التي تحتاج الى نقلها بشكل عاجل من المنازل المهددة بالانهيار، من أجل اعادة اسكانها في منازل جديدة، وهذه عملية تستغرق الكثير من الوقت".
ووفق المصدر نفسه فإنه "في بعض الأحيان نجد أنفسنا أمام عشر أسر تدعي العيش في منزل واحد"، لهذا "يجب التحقيق والتنقيب لمعرفة من يعيش حقا في الأحياء المهددة بالانهيار".
وقد تمت بالفعل اعادة اسكان أكثر من 500 عائلة في منازل جديدة قرب مدارس محاذية للمدينة العتيقة، "لكننا لا نزال بعيدين عن تحقيق الأهداف" حسبما اكد كمال الديساوي.
وسادت أجواء من التوتر نهاية الاسبوع في حي "لوبينة"، غير بعيد عن المدينة العتيقة، حيث وقع الانهيار، الذي ما زالت صور ضحاياه راسخة في عقول من شاهدوها.
وتقول احدى قاطنات هذا الحي لفرانس برس انه "مع التساقطات المطرية الكثيرة هذا الأسبوع، صار من الصعب علينا النوم ليلا، لأن منازلنا يمكن ان تنهار في أي لحظة".
ومدينة الدارالبيضاء ليست الوحيدة التي تعاني من مشكل المساكن المهددة بالانهيار، لأن هناك أزيد من 114 ألف منزل في مختلف أنحاء المغرب مهددة بالانهيار، وفق تصريح سابق لنبيل بنعبد الله، وزير الإسكان المغربي.
واضافة الى الدارالبيضاء تعاني مدن مغربية اخرى من مشكلة المنازل الآيلة للانهيار، أهمها فاس العتيقة التي تعتبر الأقدم والأكبر في العالم العربي بعد مدينة حلب السورية، وتصنفها اليونيسكو كتراث عالمي انساني. أ. ف. ب.