تأتي فاجعة "درب لمعيزي" بالدارالبيضاء التي لقي فيها ثلاثة أشخاص مصرعهم، بعد اقل من شهر على وقوع حادث مماثل، في مايو الماضي، لقي فيه خمسة أشخاص مصرعهم اثر انهيار منزل بسيدي فاتح بالمدينة القديمة للعاصمة الاقتصادية.
و يكشف هذا الحادث مجددا مدى الخطورة التي باتت تشكلها الدور المهددة بالسقوط في المدن العتيقة للمملكة، كما يكشف تقاعس الحكومة عن اتخاذ إجراءات صارمة لتفادي وقوع كوارث انهيارات أخرى. و أمام هذا العجز تدخل جلالة الملك محمد السادس مباشرة بعد وقوع الانهيار، و طلب من الحكومة تشكيل لجنة وزارية تتولى القيام بإحصاء شامل للمساكن الآيلة للسقوط بالدارالبيضاء و بباقي المدن العتيقة بالمملكة.
كما طلب جلالته من الحكومة معالجة حالات المباني المهددة بالانهيار و اتخاذ التدابير الاستعجالية و الضرورية لإعادة إسكان قاطني هذه المساكن التي يتعين إعادة تأهيلها أو هدمها.
و في اجتماع للّجنة المشكلة من كل من وزارة الداخلية، و وزارة الإسكان، و وزارة الاقتصاد و وزارة الاتصال و التي يرأسها رئيس الحكومة بحضور وزير الدولة و وزير الاتصال تم وضع برنامج استعجالي لمعالجة هذا الملف.
و كان نبيل بنعبد الله، وزير الإسكان و سياسة المدينة، أفاد خلال جلسة برلمانية سابقة، أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن الدور الآيلة للسقوط في المغرب تبلغ 114 ألف مسكنا، و أضاف أن هذا المعطى غير قارّ، مشيرا إلى أن الدولة رصدت مبلغ 135 مليار درهم في الفترة الممتدة ما بين 2003 و 2011 لمعالجة هذه المعضلة والتي استفادت منها 87500 أسرة، و كشف الوزير حينها، وجود 4000 مسكنا مهددا بالانهيار في الدارالبيضاء وحدها.