يتواصل مسلسل انهيار المنازل في مدينة الدارالبيضاء بشكل مثير. آخر هذه الانهيارات وقع أول أمس الاثنين في درب «الطاليان» القريب من منطقة بوركون، وأدى إلى إصابة طفلين توأمين، هما يوسف ويونس حبي (عمرهما ثمان سنوات) بجروح في الرأس. وقد تم نقل الطفلين إلى مستشفى مولاي يوسف، حيث تلقيا الإسعافات الأولية، وبعد ذلك غادرا المستشفى. وقال حسن حبي، والد الطفلين، في تصريح ل «المساء»: «أثناء تناولنا وجبة الفطور أول أمس فوجئنا بانهيار سقف المنزل، الأمر الذي تسبب في إصابة طفلي يونس ويوسف في رأسيهما، إضافة إلى إصابة زوجتي. وقد قد كنا الأسرة الوحيدة التي توجد في المنزل أثناء انهيار السقف». وأثار هذا الحادث فزعا كبيرا في أوساط هذه الأسرة، خاصة أن شبح انهيار ثلاثة منازل في بوركون ومقتل 23 شخصا لا يزال حاضرا بقوة في أذهان البيضاويين. وتشكل المدينة القديمة ومرس السلطان الفداء أكثر المناطق التي يوجد فيها أكبر عدد من الدور الآيلة للسقوط في الدار البيضاء، إذ تحتل المنطقتان المراتب الأولى على صعيد الجهة. ومنذ سنوات يعيش مجموعة من المواطنين معاناة نفسية، نظرا لسلسلة الانهيارات الكثيرة للمنازل، وقد احتجوا كثيرا على السلطات المحلية والمركزية، بسبب ما يصفونه في التأخر في معالجة إشكالية الدور الآيلة للسقوط على مستوى جهة الدارالبيضاء. وتوجد في منطقة أنفا حوالي 30 ألف منزل مهدد بالانهيار بشكل متفاوت الخطورة، وتضم المدينة القديمة وحدها 25 ألف منزل مهدد بالانهيار. و للإشارة، فإن المخطط الاستعجالي للدارالبيضاء تحدث عن وجود مشروع بأزيد من مليار درهم لإعادة إسكان أزيد من 9000 أسرة في ظرف 36 شهرا.