استفاق سكان المدينة القديمة، في الدارالبيضاء، ليلة أول أمس السبت، على إيقاع انهيار جديد، ويتعلق الأمر بسقف منزل بزنقة كلميمة، دون أن يخلف ضحايا. وذكرت مصادر مطلعة أن حادث الانهيار وقع، حوالي الحادية عشرة ليلا، في منزل يتكون من طابقين، تقطن به 3 أسر، مشيرة إلى أنه لحسن الحظ، لم يصب أي شخص في الحادث، في حين نجت عجوز بأعجوبة، بعد أن جرى إخراجها من الطابق الثاني بصعوبة. وأفادت المصادر ذاتها أن السكان باتوا متخوفين من حدوث انهيارات جديدة، بعد انقضاء فصل الشتاء، إذ تتعرض الجدران الهشة لتصدعات وتشققات، مع ارتفاع موجة الحرارة، ما يجعلها مهددة بالانهيار في أي لحظة. وتصاعدت وتيرة الانهيارات في صفوف منازل المدينة القديمة خلال الآونة الأخيرة، خاصة تلك المصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، وكان أول حادث وقع في شهر ماي المنصرم، موديا بحياة 5 أشخاص، بعد انهيار منزل من 3 طوابق، في حي سيدي فاتح، تلاه بعد أزيد من أسبوع حادث سقوط أجزاء من منزل مهجور بزنقة موحى وسعيد، ولحسن الحظ، فإن المنزل لم يكن به سكان، بعدما رحلتهم شركة "صوناداك" في إطار عملية إعادة الإيواء، كما لم يصب أي أحد في هذا الحادث. وخلال الأسبوع الثاني من شهر يونيو الماضي، استفاق سكان درب المعيزي بالمدينة القديمة على حادث انهيار منزل آخر من 3 طوابق، خلف وفاة 4 أشخاص، وإصابة آخرين بجروح وصفت بالخطيرة، لينضافوا إلى قائمة ضحايا الدور الآيلة للسقوط، التي باتت تهدد أرواح العشرات من السكان بالمدينة القديمة. يذكر أن عدد الخبرات التي قام بها المختبر العمومي للتجارب والدراسات، بعد تسجيل مجموعة انهيارات في منازل المدينة القديمة بالدارالبيضاء، بلغ حوالي 2000 خبرة، صنفت إلى حد الآن 300 منزل آيلة للسقوط في خانة الخطر، جرى إخلاؤها من قاطنيها. وسبق لكمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، أن قال في تصريح سابق ل"المغربية"، إن السلطات في المدينة القديمة أمام وضعية استعجالية وكارثية، بوجود دور تهدد حياة قاطنيها في أي لحظة، مشيرا إلى أن هناك برنامجا استعجاليا لمواجهة هذه الإشكالية، تسهر عليه لجنة محلية تضم مصالح كل من العمالة، ومقاطعة سيدي بليوط، والجماعة الحضرية للدارالبيضاء، ووزارة الإسكان، والوكالة الحضرية للدارالبيضاء، وشركة "صوناداك". وأوضح الديساوي أن اللجنة المحلية أوكلت إلى خبراء المختبر العمومي للتجارب والدراسات، مهمة إجراء خبرات حول المنازل، مهمتها تحديد الدور الآيلة للسقوط، ودرجة الخطورة فيها، مشيرا إلى أنه جرى تصنيف نتائج الخبرات في 3 خانات، خانة (أ)، دور آيلة للسقوط في أي لحظة منذ الآن، ويجب أن تهدم، وأن تعطاها أولوية الأولويات، خانة (ب)، دور آيلة للسقوط، لكنها لا تشكل خطرا محذقا في الوقت الراهن، خانة (س)، دور آيلة للسقوط يمكن معالجتها وتدعيمها.