ما يزال مسلسل الانهيارات متواصلا بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء، إذ قضى أفراد أزيد من 10 أسر، ليلة بيضاء، أول أمس الأربعاء، بعد انهيار سقف منزل يقطنون به، يتكون من 3 طوابق انهيار المنازل بالمدينة القديمة حوادث تتكرر باستمرار وذلك بزنقة أسني 2 درب الطاليان، مخلفا إصابة امرأة تدعى نزهة (ع)، 41 سنة، بجروح. وقال بوشعيب، أحد قاطني المنزل، إن الحادث وقع حوالي الخامسة والنصف مساء، بعد انهيار أول لجزء من سقف الطابق الثالث، أعقبه انهيار ثان طفيف للسقف ذاته، مشيرا إلى إصابة سيدة تقطن بالطابق الثالث بجروح في عمودها الفقري، نقلت على إثرها إلى قسم المستعجلات ابن رشد لتلقي العلاج. وأوضح بوشعيب أن المنزل، الذي تقطنه أزيد من 10 أسر، كل أسرة تتكون من أربعة أفراد على الأقل، مصنف في خانة "مهدد بالانهيار"، صدرت في حقه قرارات بالإفراغ، إلا أن السكان القاطنين به، لم يتمكنوا من إخلائه، لأنهم لا يجدون بديلا عنه للإيواء. وذكر القاطن بالمنزل المذكور أن بعض الأسر وجدت مكانا لها في المدارس التي خصصت لإيواء قاطني الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، في حين أن الباقي لم يتمكنوا من ذلك، ما جعلهم يغامرون بحياتهم، بالبقاء في المنزل المذكور، رغم الأخطار التي تتهددهم. وأفاد بوشعيب أنه طال انتظارهم للحصول على شقة من شركة "صوناداك" رغم تقديمهم الملف في إطار إعادة الإيواء، بيد أنهم في كل مرة يقابلون بالتماطل والدعوة إلى الانتظار، في وقت توجد أرواحهم في خطر. وكان سكان المدينة القديمة، استفاقوا خلال شهر أبريل المنصرم، على إيقاع انهيار آخر، ويتعلق الأمر بسقف منزل بزنقة كلميمة، دون أن يخلف ضحايا. وذكرت مصادر مطلعة أن حادث الانهيار وقع حوالي الحادية عشرة ليلا، في منزل يتكون من طابقين، تقطن به 3 أسر، مشيرة إلى أنه لحسن الحظ، لم يصب أي شخص في الحادث، ونجت عجوز بأعجوبة، بعد أن جرى إخراجها من الطابق الثاني بصعوبة. وأفادت المصادر ذاتها أن السكان باتوا متخوفين من حدوث انهيارات جديدة، بعد انقضاء فصل الشتاء، إذ تتعرض الجدران الهشة لتصدعات وتشققات، مع ارتفاع موجة الحرارة، ما يجعلها مهددة بالانهيار في أية لحظة. وتصاعدت وتيرة الانهيارات في صفوف منازل المدينة القديمة خلال الآونة الأخيرة، خاصة تلك المصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط، وكان أول حادث وقع في شهر ماي المنصرم، موديا بحياة 5 أشخاص، بعد انهيار منزل من 3 طوابق، في حي سيدي فاتح، تلاه بعد حوالي أسبوع حادث سقوط أجزاء من منزل مهجور بزنقة موحى وسعيد، ولحسن الحظ، فإن المنزل لم يكن به سكان، إذ رحلتهم شركة "صوناداك" في إطار عملية إعادة الإيواء، كما لم يصب أي أحد في هذا الحادث. وخلال الأسبوع الثاني من شهر يونيو الماضي، استفاق سكان درب المعيزي بالمدينة القديمة على حادث انهيار منزل آخر من 3 طوابق، خلف وفاة 4 أشخاص، وإصابة آخرين بجروح وصفت بالخطيرة، لينضافوا إلى قائمة ضحايا الدور الآيلة للسقوط، التي باتت تهدد أرواح العشرات من السكان بالمدينة القديمة.