أيدت غرفة الجنايات الثانية بمحكمة الاستئناف بسطات، أول أمس الاثنين، الحكم الصادر عن غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها في حق شاب يتحدر من إقليمبرشيد مع تخفيف العقوبة من ثلاثين سنة حبسا نافذا إلى خمسة وعشرين سنة بعد متابعة المتهم من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والاتجار في المخدرات. وكان المتهم المعني قد تم توقفيه بعد أن تقدم والده إلى مركز الدرك الملكي بالسوالم ليشعرهم بأن ابنه المتهم وجه طعنات قاتلة بواسطة السلاح الأبيض لصديقه وأرداه قتيلا، وعلى اثر ذلك انتقلت عناصر الضابطة القضائية لمكان الحادث، فتمت معاينة وجود جثة الهالك مضرجة في الدماء بسبب الطعنات التي تلقاها بواسطة آلة حادة على مستوى فخذه الأيسر. وفتحت الضابطة القضائية على إثر ذلك بحثا في الموضوع استهلته بالاستماع إلى والد المتهم الذي أفاد المحققين بأن زوجته أيقظته، فجر يوم الحادث، لتخبره بأن الشاب الضيف(الهالك) يغوص في بركة من الدماء، ولما تفقد هذا الأخير وجده قد فارق الحياة، مشيرا إلى أن الجاني والضحية كانت تجمعهما علاقة صداقة قبل أن يفسدها خصام بينهما تعرض خلاله الجاني للاعتداء من طرف صديقه الضحية، وعند الاستماع إلى والدة المتهم أشارت إلى أنه ليلة الحادث وصل ابنها رفقة صديقه إلى المنزل، وقبل خلودها للنوم لاحظت ارتباكا على حركات ابنها الذي سارع إلى طمأنتها بأن كل شيئ على ما يرام، وحينما استسلمت للنوم استفاقت على وقع صرخة للهالك فسارعت إلى الغرفة التي كان ينام فيها ابناها والضيف فوجدت هذا الأخير مضرجا في دمائه، في الوقت الذي ركن فيه ابنها إلى زاوية من المنزل، واستغل ذهابها لإشعار أبيه بالواقعة قبل أن يطلق سيقانه للريح ويغادر مسرح الجريمة، واستمعت الضابطة القضائية في إطار بحثها لاستجلاء الحقيقة لأخ المتهم الذي أشار إلى أنه كان ينام في الغرفة مسرح الحادث، وأنه تناول قرصا مهدئا واستسلم للنوم تاركا المتهم والضحية يتناولان مخدر الشيرا قبل أن يستفيق ليجد الضحية مضرجا في دمائه. واعترف المتهم عند إخضاعه للبحث بأن عداوة كانت بينه وبين الهالك قبل عامين حينما عرضه هذا الأخير للاعتداء بالضرب والجرح بواسطة سكين ووقع صلح بينهما، ويوم الحادث التقى الصديقان(المتهم والضحية) وقضيا يومهما في بيع المخدرات والتجول بمدينة الدارالبيضاء، وتوجها مساء اليوم نفسه إلى منزل عائلة المتهم بالسوالم الطريفية، وبعد أن استهلك المتهم كمية من المخدرات و انتظر خلود أخيه إلى النوم، وكذلك الشأن بالنسبة للضحية، أخذ من تحت وسادة الضحية كمية من المخدرات وكذا سكينه، ليوجه به طعنات للهالك ولاذ بالفرار بعدما تأكد من أن هذا الأخير فارق الحياة وذلك انتقاما منه.