أدين شاب في الثامنة عشرة من عمره، أول أمس، بارتكاب جريمة قتل شنعاء راحت ضحيتها طفلة قبل شهور، في واحدة من أسوأ جرائم القتل والاختطاف والاغتصاب التي حيرت مصالح الأمن بمدينة جرف الملحة وخلفت ردود فعل قوية. وحكمت جنايات القنيطرة، صباح اليوم نفسه، على المتهم »ح ح« بالسجن 15 سنة سجنا نافذا، و80 ألف درهم غرامة مالية، لتورطه في جرائم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والاختطاف والاغتصاب التي استهدفت ابنة خالته، التي لا يتجاوز سنها خمس سنوات، بعدما استطاع المحققون تجميع أدلة كافية تؤكد ارتكاب الظنين للأفعال المنسوبة إليه. وتعود حيثيات هذه القضية إلى تاريخ 17 أبريل الماضي، حينما عثرت الشرطة على جثة الطفلة »سليمة المومني« مرمية دون ثيابها الداخلية بالقرب من مستنقع مائي مجاور للمطرح البلدي للنفايات، بعد تعرضها لاعتداءات جسدية ونفسية وصفت بالوحشية، أدت إلى مقتلها حيث كشفت المعاينة الأولية أن جسد الهالكة يحمل آثار كدمات وجروح خطيرة، تشير إلى مقاومتها للمجرم المغتصب. الضحية سليمة، وحسب المصادر، كانت قد اختفت عن الأنظار لما يقارب الأسبوع، ولم يظهر لها أثر، وبعد طول بحث مضن لم يسفر عن أي نتيجة، سارعت أسرتها إلى تسجيل بلاغ بالاختفاء لدى مصالح الأمن، قبل أن يتم العثور على جثتها بمكب للنفايات يوجد بالنفوذ الترابي لبلدية جرف الملحة. وأضافت المصادر نفسها أن مجموعة من المواطنين هم من عثروا على جثة الطفلة طافية على سطح بركة مائية صغيرة، فقاموا بإشعار شرطة المدينة، التي هرعت عناصرها إلى عين المكان، بمعية فريق من البحث الجنائي، الذي عاين وضعية الجثة وانكب على جمع الأدلة من مسرح الجريمة، لتحديد هوية المشتبه أو المشتبه فيهم. التحقيقات الميدانية المكثفة مكنت عناصر الشرطة القضائية من تحديد هوية المشتبه فيه الذي لم يكن سوى ابن خالة الضحية، الذي اعترف بجرائمه، وصرح للمحققين أنه اختطف الطفلة من أمام باب منزلها، واتجه بها على متن دراجته الهوائية صوب منطقة خالية، حيث اعتدى عليها جنسيا بالقوة، ولما قاومته شرع في ضربها في شتى أنحاء جسدها الصغير، قبل أن يعمد إلى خنقها ورميها بمستنقع يوجد في عين المكان، ثم لاذ بالفرار. الجاني الذي يشتغل خياطا تقليديا، استطاع أن يبعد عنه كل الشبهات، وظل قريبا من أسرة الضحية خلال بحثها المضني عن سليمة منذ اختفائها، كما شارك إلى جانب جيران الطفلة المختفية ومعارفها في المسيرة التي نظمتها ساكنة جرف الملحة احتجاجا على اختطاف الطفلة وتردي أوضاع الأمن بالمدينة، قبل أن ينجح المحققون في فك لغز هذه الجريمة واعتقال الجاني.