ألقت مصالح الأمن بمدينة جرف الملحة، عشية أول أمس، القبض على شاب يشتبه في تورطه في جرائم الاختطاف والاغتصاب والقتل، التي راحت ضحيتها طفلة لا يتعدى عمرها 5 سنوات. الموقوف، وهو ابن خالة الضحية سليمة المومني، والبالغ من العمر 17 سنة، ظل يتزعم الحركات الاحتجاجية التي جابت شوارع المدينة، للتنديد بالجريمة، قبل أن يسقط في قبضة رجال الشرطة، بعدما أوهم الجميع بحزنه الشديد على فراق قريبته. وقالت المصادر إن المحققين الأمنيين ظلوا في حالة استنفار قصوى، بحثا عن أول خيط يقودهم إلى الكشف عن ملابسات هذه الواقعة، التي هزت جهة الغرب الشراردة بني احسن، ودفعت سكان جرف الملحة إلى الخروج إلى الشارع للتضامن مع أم الضحية سليمة، ومطالبة الأمن بالتعجيل باعتقال الجاني. وأضافت المصادر نفسها أن التحريات الماراطونية شارك فيها كبار المسؤولين بولاية أمن القنيطرة، بينهم عبد الحق بوزرزار، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بعاصمة الغرب، وفرقة الشرطة التقنية والعلمية التابعة لها، ورئيس المنطقة الأمنية الإقليمية بسيدي قاسم، ورئيس الشرطة القضائية بسيدي قاسم، إضافة إلى عناصر مفوضية الأمن بجرف الملحة، هذا في الوقت الذي ظل فيه عبد الله محسون، والي الأمن، يزور يوميا المنطقة لتتبع مجريات التحقيق في هذه القضية. وتطلبت الأبحاث الأمنية استدعاء ما يفوق 50 شخصا للتحقيق معهم، وقالت المصادر إن من بين الذين استُمع إليهم في محاضر رسمية، هناك المشتبه فيه الرئيسي، وهو ابن خالة الضحية، الذي تم اقتياده، في مناسبتين، من حي »الحيط الكحل«، قرب مدرسة »علال الفاسي«، إلى مبنى المفوضية، قبل أن يتم إطلاق سراحه، لعدم كفاية الأدلة وغياب الحجج الدامغة لإدانته. ووفق معطيات مؤكدة، فإن معلومات موثوقة، توصل بها المحققون، تشير إلى أن المتهم الرئيسي، كان وقت اختطاف الطفلة يمتطي دراجة هوائية، أجبرت الشرطة على إيقاف المدعو »حليوة«، المعروف بشذوذه الجنسي، والذي كشفت التحريات الميدانية أنه سارع في اليوم الموالي لاختفاء الضحية إلى صباغة لون دراجته، وحين استفسار الأمن له بشأن دوافع ذلك، أدلى بتصريحات متناقضة، قبل أن يخر معترفا بجرائمه، بعد محاصرته بالأسئلة وإفادات العديد من الشهود، الذين فندوا أقوال »مول البيكالة«، وكذبوا ما جاء على لسانه بكونه كان برفقتهم وقت اختفاء ابنة خالته.