دقت ثماني جمعيات بتونفيت ناقوس الخطر إزاء الهجوم الذي تتعرض له شجرة الأرز من طرف لوبيات متخصصة في بيع وتسويق الخشب والتي تمارس القطع العشوائي وتسوق الخشب بالسوق السوداء وهو ما ينذر ب»كارثة» بيئية تستنزف معها هذه الشجرة التاريخية، التي ستختفي يوما ما في حال عدم تدخل السلطات المسؤولة لتنظيم العملية ووضع إجراءات زجرية ضد كل المخالفين. وأكدت الجمعيات، في بيان مشترك لها توصلت به «المساء»، وهي جمعيات نشيطة في المجال البيئي أنها متشبثة بحقها في إيفاد لجن للتقصي والتفتيش من أجل الوقوف على مكامن الخلل بسبب ما تتعرض له غابات المنطقة من ضغط مهول واستنزاف خطير لثرواتها الطبيعية إرضاء لأنانية لوبيات تدفعها رغبتها للكسب السريع إلى ممارسة كل ما هو مخالف للقانون ومضر بالبيئة فقط من أجل الربح. وأضافت الجمعيات ذاتها أن القطع العشوائي مازال مستمرا حتى حدود كتابة هذه الأسطر، خاصة بجماعتي سيدي يحيى ويوسف وتونفيت بمنطقة بويجلاين وأوراش وادمر ابوهو وبويغلوان واسناين وبوتسمومت وتغروت اليلاون وبويزان والحبيب وتفزا نرومي والمحراب وتزي نتكرسلت. كما وصفت الجمعيات ذاتها المجهودات التي تقوم بها المقاطعة الغابوية بتونفيت بأنها تظل «قاصرة» و»غير ناجعة» بعد توالي الاعتداءات التي تتعرض لها غابات المنطقة من طرف جهات تشكل مافيا الغابة وهي معلومة بالمنطقة ومع ذلك لا يتم اتخاذ أي إجراء معها بهذا الخصوص. وناشدت الجمعيات الثماني المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بنهج سياسة بيئية وقائية للمحافظة على ما تبقى من أصناف الأشجار المعرضة للانقراض، وفي مقدمتها شجرة الأرز، في ظل الدعوة إلى الوقاية من الغازات الحرارية وتفاقم مشكل الانحباس الحراري الذي يهدد الحياة على الأرض. كما دعت جميع المؤسسات الحكومية وكافة الجمعيات ذات الأهداف البيئية إلى التدخل العاجل بالأطلس الكبير الشرقي عبر برامج ومشاريع بيئية لتعويض ما ضاع من هذا النسيج البيئي خدمة للمنطقة ولسكانها.