كثفت عصابات تهريب شجر الأرز في إقليم ميدلت من أنشطتها التخريبية، خلال النصف الثاني من شهر غشت الماضي، إذ تجاوز معدل العمليات، التي تقودها عناصر المياه والغابات ضد مافيا شجر الأرز، خمس عمليات في الأسبوع. حجز شاحنة محملة بالخشب المهرب (خاص) ووصل عدد عصابات تهريب شجر الأرز المفككة، خلال الأسبوعين الماضيين، أربع عصابات، كانت تنشط في القطاع الغابوي، التابع لجمعة سيدي يحي يوسف في قيادة تونفيت بإقليم ميدلت. حصيلة ثقيلة أسفرت هذه العمليات عن توقيف ثلاثة متهمين يتزعمون مافيا تهريب الأرز وقدموا للعدالة، وحجزت عناصر المياه والغابات ما يزيد عن 120 قطعة من شجر الأرز، كانت معدة للتهريب خارج تراب جماعة سيدي يحي يوسف والبيع في السوق السوداء، و صادرت المصالح ذاتها، خلال هذه العمليات، ما يفوق 20 من البغال، المستعملة في نقل قطع شجر الأرز المحجوزة، وقتلت أربعة بغال ثم أحرقتها حتى لا تستعمل مرة أخرى في تهريب الأرز. استعملت عناصر المياه والغابات في مواجهتها الرصاص الحي لتوقيف أفراد العصابة، في حين استخدم هؤلاء الحجارة و"المقلاع" لإجبار فرق المياه والغابات على العودة من حيث أتوا. أعاد مصدر مسؤول في المياه والغابات، فضل عدم ذكر اسمه، سبب ارتفاع محاولات تهريب الأرز، خلال هذه الفترة من السنة، إلى الظروف المناخية التي تساعد على قطع الأرز وتهريبه، خاصة أن المنطقة مقبلة على فصل الخريف والشتاء، اللذين تصعب خلالهما أحوال الطقس مهمة مافيا شجر الأرز، إضافة إلى ارتفاع الطلب على قطع الأرز من قبل أرباب محلات النجارة. "حسيكو" المهرب أمضت عناصر المياه والغابات في قيادة تونفيت ليلة بيضاء، أثناء إيقافها للمدعو الحاج حسيكو، بارون تهريب شجر الأرز، بغابة ايدكل التابعة لجماعة سيدي يحيى يوسف. كانت مفاجأة سكان المنطقة كبيرة حين علموا بوقوع الحاج حسيكو موحى وبغاله في قبضة عناصر المياه والغابات، وكانت هذه الأخيرة محملة بخشب الأرز المجهز للبيع، لأحد أرباب آلات النجارة، بمنطقة أغبالة بإقليمبني ملال. يعتبر الحاج حسيكو موحى، حسب مصدر "المغربية"، أحد أبرز بارونات تهريب شجر الأرز في المنطقة، وكان يدرأ عن نفسه الشبوهات، بانخراطه في جمعيات المجتمع المدني، إذ يعد عضوا "نشيطا"، حسب المصدر ذاته، في جمعية الكسابة وممولها الرئيسي، وكان يستعملها من أجل التصدي لعناصر المياه والغابات. وتجند سكان دوار تقجوين وجمعية إيدكل للمحافظة على البيئة والغابة، فور علمهم بالخبر، لمواجه ظاهرة تهريب الثروة الغابوية في المنطقة، وجرى ربط الاتصال بجميع مصالح المياه والغابات، من الإدارة الجهوية والإقليمية والسلطات المحلية، من أجل تشديد الخناق على بارونات تهريب شجر الأرز، الذين يتسببون في كارثة بيئية، وطالب المجتمع المدني في تقجوين السلطات القضائية باتخاذ التدابير والإجراءات القانونية في حق هذا الشخص. ليلة سقوط عصابتين بعد أسبوع على توقيف الحاج "حسيكو"، أحبطت عناصر المياه والغابات والدرك الملكي في المنطقة نفسها محاولتين لتهريب شجر الأرز، وألقت القبض على خمسة أشخاص، كانوا يستعدون لتهريب القطع الخشبية المقطوعة، خارج تراب جمعة سيدي يحي يوسف. وتجاوز مجموع قطع الأرز المحجوزة، خلال هذه العملية، عشرين قطعة، وتقدر قيمتها المادية إلى أزيد من أربعة آلاف درهم، وكانت العملية الأولى في المنطقة المسماة "عمي حسين"، في حين كانت الثانية في القطعة الغابوية "تيزينتغرنت"، بجماعة سيدي يحي يوسف. وأشرف على عملية التوقيف الأولى في منطقة "عمي حسين" عناصر المياه والغابات التابعة لمركز إديكل وبواضيل، وعناصر من مركز التنمية الغابوية في تونفيت، وكانت في الساعات الأولى من الصباح، وألقي خلالها القبض على أربعة مهربين غابويين وكان بحوزتهم ثماني قطع من شجر الأرز، كانت معدة للتهريب والبيع في السوق السوداء، وحجزت عناصر المياه والغابات البغال، المستعملة في نقل قطع شجر الأرز المحجوزة، وقتلتها ثم أحرقتها حتى لا تستعمل مرة أخرى في تهريب الأرز، حسب المصدر ذاته. وبعد ساعات قليلة على العملية الأولى، داهمت عناصر المياه والغابات، بتعاون مع الدرك الملكي في تونفيت، خمسة أشخاص من أفراد عصابة تنشط في تهريب الأرز، واعتقلت (م.و)، أحد أفراد هذه العصابة في حين لاذ الباقون بالفرار، ووجدت بحوزتهم ست قطع من شجر الأرز، وجرى احتجاز البغال المستعملة في نقل القطع الخشبيةّ، وأحيل المتهم على المحكمة الابتدائية في ميدلت، بعد أن حققت معه عناصر الدرك الملكي، ليتبين أن المتهم فاعل جمعوي في منطقة إديكل. لجنة تحقيق فرض هذا الوضع على لجنة جهوية من إدارة المياه والغابات أن تنتقل إلى دوار تقجوين في جماعة سيدي سحي يوسف للتحقق من مضامين الشكايات، التي تبعثه إحدى جمعية لإدارة المياه والغابات، المرتبطة بتهريب شجر الأرز وتخريب القطاع الغابوي في المنطقة. وفتحت اللجنة الجهوية للمندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر تحقيقا في الموضوع، وستبدأ اللجنة عملها بزيارة ميدانية لقطع الغابوية الأكثر تضررا من أعمال النهب بعد شهر رمضان، للوقوف على حجم الخسائر التي تعرضت له أشجار الأرز خلال الأشهر القليلة الماضية.