نُقل أزيد من خمس حالات في صفوف الأساتذة المتطوعين الذين ما زالوا يخوضون اعتصاما مفتوحا فوق سطح مديرية وزارة التربية الوطنية بمدينة العرفان، منذ الخميس الماضي، على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بعد إصابتهم بحالات إغماء نتيجة إضرابهم المتواصل عن الطعام احتجاجا على عدم تنفيذ مقتضيات الاتفاق المبرم معهم من قبل وزارة التربية الوطنية قبل أزيد من شهر، كما يقولون، والقاضي بإدماجهم في سلك التعليم. ويواصل أزيد من أربعين أستاذا متطوعا بالتعليم «احتلالهم» سقف مديرية الموارد البشرية لوزارة التربية الوطنية بمدينة العرفان، منذ الخميس الماضي بعدما ربطوا أعناقهم بحبل طويل مهددين بانتحار جماعي، أمام ما يرونه «تجاهل» الوزارة لملفهم المطلبي وعدم تنفيذ مقتضيات الاتفاق المبرم معهم والقاضي بإدماجهم في سلك التعليم، في الوقت الذي يرون أن لهم الحق في الإدماج بعدما قضوا أربع سنوات من الخدمة المجانية كمدرسين لمختلف أقسام التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي. وفي تصريح ل «المساء»، أشار عضو المنسقية الوطنية للأساتذة غير المدمجين في قطاع التعليم العمومي (المتطوعون)، حميد كصير، إلى عزم هؤلاء المعتصمين الدخول في أشكال نضالية «غير مسبوقة»، احتجاجا على ما وصفه تجاهل الوزارة لمطلبهم الطبيعي في الإدماج، بالنظر للتجربة التي راكموها طيلة أربع سنوات من التدريس، وملفتا في ذات السياق الانتباه إلى نفاد المواد الغذائية لدى المضربين الذين تجد عناصر الوقاية صعوبة في نقل المصابين منهم، حيث تضطر إلى استعمال سلالم الوقاية المدنية. وتخوض المنسقية الوطنية للأساتذة غير المدمجين والأستاذة المتعاقدين بفكيك، والتي تضم أزيد من 65 متطوعا من حملة شهادة الإجازة في مختلف التخصصات، احتجاجات متواصلة احتجاجا على استمرار وضعية «متطوع»، التي لا تسمح لهم بتقاضي أي مقابل مالي على خدمات التدريس التي يؤدونها في مختلف مؤسسات الوزارة التعليمية، منذ أربع سنوات، تلقوا خلالها فقط المزيد من الوعود من الوزارة الوصية بإدماجهم كأساتذة في أسلاك الوزارة، وهو ما لم يتم لحد الآن، مما جعلهم يصعدون من وتيرة احتجاجهم ويهددون بإلقاء أنفسهم من فوق ملحقة الوزارة الكائنة بحي حسان، في وقت سابق، وبالانتحار الجماعي حاليا خلال الاعتصام المفتوح فوق مقر مديرية الوزارة بمدينة العرفان. وأشارت مصادر متطابقة من المنسقية في إفادتها ل«المساء»، أنه طيلة أربع سنوات كان ينطبق عليهم ما ينطبق على رجال ونساء التعليم من مواظبة على الحضور والالتزام ببرمجة الدروس واستقبال المفتشين، باستثناء الأجر الذي لم يكن أحد منهم يتقاضاه، مؤكدة في ذات السياق أن المبررات المقدمة من طرف الوزارة بعدم وجود مناصب غير مقبولة باعتبار أنها تخصص سنويا المئات من مناصب التدريس التي كان عليها أن تمنح الأولوية فيها للمتطوعين. وفي سياق ذلك أشار مسؤول بوزارة التربية الوطنية، فضل عدم الإشارة إليه بالاسم، أن ملف هؤلاء مطروح على الجهات المعنية وهي بصدد دراسته. وأضاف كصير أن عددا من أعضاء المنسقية المحتجين فوق سقف المديرية بمدينة العرفان، والذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام، أصيبوا بحالة إغماء ومنهم من حالته خطرة، مشيرا إلى أن أخبارا وصلتهم عن أن ملفهم تم التوصل بشأنه إلى حل، إلا أن جهات معينة تحول دون تنفيذ ذلك، دون أن يسمي تلك الجهات. ويصل عدد الأساتذة المتطوعين إلى 69 إناثا وذكورا ويحملون شواهد الإجازة في مختلف التخصصات، وقليل منهم فقط من يحمل شهادة الدراسة الجامعية (باك زائد2)، وينحدرون من نيابات الناظور وطاطا وآسفي والجديدة وبولمان علاوة على مجموعة أخرى التحقت بهم مؤخرا من إقليم فكيك.