انتهى اللقاء الذي جمع، أول أمس الاثنين بواشنطن، كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بوزير الخارجية الإسباني ميخايل أنخيل موراتينوس بتبني عدة قرارات «مثيرة» في قضية الإضراب المفتوح عن الطعام الذي تخوضه أميناتو بمطار «لانزاروتي» بجزر الكناري منذ ترحيلها من مطار العيون قبل شهر. وكشف مصدر رفيع المستوى ل«المساء» أن كلينتون ونظيرها موراتينوس اعتبرا في هذا اللقاء أن «قضية حيدر لا تقتضي تدخلا من الملك محمد السادس»، مشددين في هذا السياق على أن «الحكومة المغربية هي المطالبة بإيجاد حل لهذه القضية لأنها تندرج ضمن مسؤولياتها». ويبقى المثير في هذا اللقاء أن النقاشات بين الطرفين أسفرت عن «اعتبار أن من حق حيدر أن تدافع عن قضيتها بكل صرامة من أجل تحسين الأوضاع في الصحراء الغربية» حسب قولهما، بل أكثر من هذا أن الطرفين الأمريكي والإسباني دفعا في اتجاه «تشجيع حيدر على المضي في الدفاع عن قضيتها العادلة»، لكنهما دعيا أميناتو، مقابل ذلك، إلى «ضرورة أن توقف إضرابها عن الطعام». ولأن أمريكا وإسبانيا حليفان وشريكان ولهما مصالح حيوية في منطقة استراتيجية اسمها شمال إفريقيا، فقد اتفق كل من كلينتون وموراتينوس على «ضرورة التعاون المشترك بين البلدين من أجل حل قضية أميناتو حيدر في أقرب وقت، ليس عبر ممارسة ضغوط على المعنية بالأمر، وإنما عبر الاعتراف بأن حيدر تناضل من أجل قضية عادلة، لكنها لا تقتضي إضرابا عن الطعام»، حسب زعمهما. واتفق الطرفان في هذا اللقاء على بذل المزيد من الجهود المشتركة من أجل حل قضية حيدر، ذلك أن كلا من أمريكا وإسبانيا، يقول مصدرنا، ترغبان في تهدئة الأجواء وإعطاء دينامية جديدة في أفق البحث عن حل نهائي ليس فقط لنزاع الصحراء، وإنما لمنطقة شمال إفريقيا بكاملها التي تبقى، بالنسبة إلى الطرفين الأمريكي والإسباني، «منطقة حساسة وكل توتر بها ينعكس سلبا على السلم العالمي». وأعرب الجانبان في هذا اللقاء عن «متمنياتهما أن يعمل كل من المغرب والجزائر على تطبيع العلاقات بينهما بحيث تكون قائمة على حسن الجوار والتفاهم».