أثار توسع رقعة انتشار «أنفلونزا الخنازير» في المغرب وارتفاع عدد الوفيات إلى 24 حالة إلى تنامي مخاوف المغاربة من الإصابة بهذا الفيروس، إذ تستقبل المستشفيات يوميا أعدادا كبيرة من المصابين بنزلات البرد الذين ينتابهم الذعر من الأنفلونزا وينتظرون نتائج التحاليل بقلق بالغ. يستقبل مستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء 80 شخصا مصابا بأعراض الزكام يوميا، تكشف التحاليل فيما بعد عن إصابة عدد منهم بالفيروس ويتم نقل الذين يعانون من أمراض مزمنة إلى الطابق الثالث لكي يتابعوا علاجا مكثفا بمضادات بكتيرية وفيروسية حسب حالة كل مريض. وأعلنت وزراة الصحة، مساء أول أمس، عن تسجيل 23 حالة إصابة مؤكدة بفيروس «أنفلونزا الخنازير» بكل من تاونات ومراكش ووجدة وطنجة وسلا وخنيفرة وتارودانت وخريبكة والجديدة، فيما تم أيضا تسجيل حالة وفاة كان المعني بها حاملا للفيروس بمدينة مراكش. وارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمغرب، منذ الإعلان عن أول حالة في 10 يونيو الماضي، إلى2527 حالة إصابة مؤكدة، 985 منها سجلت بالوسط المدرسي. يتذكر طبيب المستعجلات محمد جلال بنشقرون كيف أشرف على فحص أزيد من 174 مصابا بالزكام طيلة يوم كامل من الشهر الماضي، ودون أن يرتدي الكمامة الواقية من الفيروس. يقول بنشقرون، في تصريح ل«المساء»: «تساءل زملائي في القسم عن سر رفضي ارتداء القناع الواقي من انتقال عدوى ال«أنفلونزا»، فأخبرتهم بثقة بأنني أريد التقاط المرض لكي أتمكن بعدها من اكتساب مناعة طبيعية ضده». لم يمر سوى يومين وسرعان ما تحققت أمنية الطبيب الشاب الذي أحس بعد استيقاظه صباحا بالحمى والارتعاش والتعب في جميع أطرافه، ليدرك حينها أنه أصيب بال«أنفلونزا». «توجهت إلى المستشفى لإجراء الفحص المخبري، وبعد ظهور النتيجة الإيجابية بدأت أتناول الباراسيتامول والمضادات الحيوية». أكد مصطفى حجاجي، مدير مستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء، في لقاء مع «المساء» أن مخاوف المغاربة من فيروس «إيه.إتش1.إن1» بدأت تتراجع في المدة الأخيرة، ولم يعد شبح ال«أنفلونزا» يثير الرعب في النفوس كما كان عليه الأمر في أشهر الصيف الماضية. وتابع حجاجي أن عشرة أطر طبية في المستشفى أصيبت بالفيروس أثناء فحصها للمرضى، وتماثلت كلها للشفاء بعد تناول عقار التاميفلو والمضادات الحيوية، لتعود بعدها إلى متابعة عملها في أقسامها.