متصرفو قطاع التربية الوطنية يطالبون بتدخل عاجل من أخنوش    الرباط تحتضن أشغال منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب في نسخته الثالثة    عبد الله البقالي يترأس أشغال المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بالحسيمة    محكمة العدل الدولية تناقش التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين في غزة بحضور 39 دولة    نزهة بدوان رئيسة لمنطقة شمال إفريقيا بالاتحاد الإفريقي للرياضة للجميع    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    رد حكيم من بوريطة.. إسكات استفزازات العالم الاخر ومسه بسيادة العراق    بنكيران وحزب العدالة والتنمية.. زعامة تتآكل وسط عزوف القيادات وهروب إلى المجهول    تيزنيت : الوقاية المدنية و الهلال الاحمر درعا السلامة و الأمان ب"سباق النصر النسوي"    كيوسك الاثنين | قرار وزاري يضع حدا لتعقيدات إدارية دامت لسنوات    إقبال كبير على المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دورته ال30    الصين: المغرب ضيف شرف النسخة ال11 لمؤتمر رواد الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي    المشتبه به في قتل مصلّ بمسجد في جنوب فرنسا يسلم نفسه للشرطة الإيطالية    ثروة معدنية هائلة ترى النور بسيروا بورزازات: اكتشاف ضخم يعزز آفاق الاقتصاد الوطني    انخفاض الذهب بأكثر من 1 % وسط تراجع التوترات التجارية    لارام توسع شبكتها بإيطاليا لتربط مباشرة 7 مدن إيطالية مع المغرب    أجواء حارة في توقعات طقس الإثنين    المغرب يحل ضيف شرف على مؤتمر رواد الأعمال الصيني العربي بهاينان    المرزوقي يدعو التونسيين لإسقاط نظام قيس سعيد واستعادة مسار الثورة    فريق نهضة بركان يتأهل لنهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية    شهادات تبسط مسار الناقدة رشيدة بنمسعود بين الكتابة والنضالات الحقوقية    مي حريري تطلق " لا تغلط " بالتعاون مع وتري    "جرح صعيب".. صوت عماد التطواني يلامس وجدان عشاق الطرب الشعبي    "منتخب U20" يواصل التحضيرات    العرائش: عزفٌ جنائزي على أوتار الخراب !    التنسيقية الصحراوية للوديان الثلاث وادنون الساقية الحمراء واد الذهب للدفاع عن الارض والعرض تستنكر… ارض الصحراويين خط أحمر    فوزي لقجع يهنئ نهضة بركان بعد تأهله إلى نهائي كأس الكونفدرالية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الإولي والرياضة تحتضن الدورة الثانية للمهرجان الجهوي الإبداعي    حكومة كندا تستبعد "التهديد الإرهابي"    ابن كيران يشكل الأمانة العامة للبيجيدي من نفس الوجوه التي رافقته خلال سنوات صعوده وانحداره    أزروال يهنئ لقجع إثر تعيينه نائبا أولا لرئيس الكاف: "إنجاز مشرف ويعكس الكفاءة العالية والعمل المتواصل"    درجات الحرارة تسجل ارتفاعا ملحوظا غدا الإثنين    عزيز أخنوش يختتم فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بزيارة ميدانية    الطالبي العلمي: "الأحرار" الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة    الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يختتم فعالياته على وقع النجاح    الحسيمة تحتفي باليوم العالمي للهيموفيليا لسنة 2025 بتنظيم يوم دراسي وتحسيسي الحسيمة - فكري ولد علي    اجتماع تنسيقي لتفعيل مخطط عمل استباقي للحد من حرائق الغابات بجهة الشمال    والد لامين يامال: كنت مدريديًا… لكن برشلونة وفر لي لقمة العيش    25 قتيلا جراء انفجار بميناء إيراني    حقيقة هجوم على حافلة بالمحمدية    غزة: إضافة 697 شهيدا بعد التحقق    منصة رقمية تواكب منتجي الحبوب    الأوغندي أبيل شيلانغات والمغربية رحمة الطاهري يتوجان بلقب ماراطون الرباط    بعد ارتفاع حالات الإصابة به .. السل القادم عبر «حليب لعبار» وباقي المشتقات غير المبسترة يقلق الأطباء    جريمة بن أحمد.. الأمن يوقف شخصا جديدا    9 صحفيين يحصدون الجائزة الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي    منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة    مشروع ورش الدار البيضاء البحري يرعب إسبانيا: المغرب يواصل رسم ملامح قوته الصناعية    المديني: روايتي الجديدة مجنونة .. فرانسيس بابا المُبادين في غزة    "المرأة البامبارية" تُبرز قهر تندوف    الأمن يصيب جانحا بالرصاص بالسمارة    البشر يواظبون على مضغ العلكة منذ قرابة 10 آلاف سنة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام الغربي والإسلام مخيف !
نشر في المساء يوم 07 - 09 - 2015


رشيد شريت
كتاب:"المثقفون المزيفون" صرخة ضمير حي و شهادة موثقة، تفتل في حبل من سبق : جوليان بندا في "خيانة المثقفين"؛ و بول نيزان في "كلاب الحراسة"؛ و جون بول سارتر في مواقفه الداعمة للطبقات الكادحة……. يكشف فيه ستائر الجريمة الجديدة والخطيرة الممثلة في تزييف الوعي والكذب المتعمد و تغيير الوقائع بهدف التأثير في الجمهور و توجيه الرأي العام، طبقا لأجندة يختلط فيها السياسي بالمالي والإيديولوجي بالطائفي، في بعد تام كل البعد عن منطق البحث عن الحقيقة و تمجيدها. "المثقفون المزيفون" هو خلاصة تقص موضوعية لحالة الابتذال الفكري و التدني الثقافي و التلاعب الإعلامي الذي يعرفه المشهد الفكري و الثقافي و السياسي و الإعلامي الفرنسي، بعيدا عن منطق تصفية الحسابات الشخصية أو الإيديولوجية الضيقة. يتتبع فيه باسكال بونيفاس ألمع الوجوه الفكرية و الثقافية المتربعة على عرش الشاشة الفرنسية، بداية بظاهرة برنار هينري ليفي قيصر الإعلام الفرنسي؛ و ألكسندر آدلر؛ و فرانسوا هزبورغ؛ و فريديرك إنسل؛ و تيريز دبلش؛ و كارولين فوريست مدللة وسائل الإعلام الفرنسية. و ليس من الغريب أن يكون الجامع المشترك بين هذه الأيقونات الثقافية_الإعلامية؛ دعمهم المطلق و اللا مشروط للوبي الإسرائيلي، في مقابل إصابتهم بالإسلام فوبيا. ثم قربهم الحميم من دواليب السلطة و القرار بالإليزيه. و هو ما يفسر بالامتيازات العديدة التي يحظون بها ماديا و إعلاميا و سياسيا. لكن يبقى الأهم هو عدم ترددهم في تزييف الحقائق و نشر مغالطات لا علاقة لها بالواقع. فهم لا يتورعون من أجل كسب معاركهم و سجالاتهم بالتضحية بالحقيقة من أجل الانتصار و الظهور و إرضاء أصحاب القرار و النفوذ !
بمناسبة انتخاب باراك أوباما لرئاسة أمريكا عام 2008، أجري استطلاع لحساب le journal de dimanche لمعرفة إذا كان الفرنسيون مستعدين لاختيار رئيس منحدر من الأقليات العرقية. عن سؤال: «هل يمكن أن تصوت يوما لانتخاب مرشح أسود لمنصب الرئاسة»؟ أجاب 80 % من الفرنسيين بالإيجاب. وماذا عن مرشح من أصل آسيوي ؟ 72 % وفقط 58 % لمرشح من أصل مغاربي! لاشك أن نسبة 58% من الفرنسيين المستعدين للتصويت لصالح مرشح من أصل مغاربي، تعتبر نجاحا وتطورا، قبل 20 أو 30 عاما، كان استطلاع مماثل سيعطي أقل بكثير. لا يسعنا مع ذلك إلا أن نلاحظ أنه إذا عبَّر الفرنسيون عن نوع من الاطمئنان إلى التنوع، فالفارق كبير بين زنوج وآسيويين ومغاربيين. المغاربيون هم موضع شبهة، أو أكثر وضوحا، موضع رفض، ليس هذا الأمر بجديد. لا يعود إلى 11 شتنبر . ففي أكتوبر 1985 ظهر في مجلة le journal de dimanche عنوان: «هل سنظل فرنسيين بعد 30 عاما؟» مع فوتومونتاج لفتاة محجبة تدعى مريان. في يناير 2011 أشار استطلاع نشر في «لوموند» إلى أن 40 % من الفرنسيين يعتبرون الإسلام تهديدا؟ الإرث الاستعماري هو العنصر الأول في التفسير. تلك الشعوب تعرضت للغزو. ولهذا فإن اعتبارها في مرتبة أدنى ومعاملتها على هذا الأساس كان يسمح بشرعنة الاستعمار. أدت حروب الاستقلال، وحرب الجزائر تحديدا، علاوة على الهجرات المغاربية المتلاحقة، إلى إثارة تيمة: «جاؤوا ليأخذوا خبزنا» وإلى التنافس على فرص العمل الأقل احتياجا للكفاءة، مما غذى نوعا من العنصرية الشعبية.
لطالما قيل بأن العرب الحاضرين ماديا في فرنسا منذ جيلين أو ثلاثة لا يستطيعون الاندماج لأنهم مسلمون؟ خلافا لمهاجرين من موجات متعددة، إسبان وإيطاليون وبولونيون….وإذا كانت الملاحظة صحيحة، فهناك خطأ في تفسير الظاهرة. السبب ليس دينيا أو عرقيا بل اجتماعيا.. فقد خضع المهاجرون من الأجيال السابقة لصدمة الرفض والعنصرية قبل أن يندمجوا بعد جيل أو جيلين بفضل المدرسة والعمل. وصلت موجة المهاجرين المسلمين إلى مرحلة انفجار البطالة، وتعطلت آلية الاندماج. من هنا تأتي محاولة البعض لتفسير القضايا من منظور عرقي.
تصريحات مارين لوبان في دجنبر 2010، والتي قارنت صلاة المسلمين في الشارع بالاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، أثارت الاستنكار، لكنها تندرج في سياق شامل. مارين لوبان ليست الوحيدة التي صدر عنها خطاب إقصائي أو تشكيكي إزاء المسلمين.
من أجل تجنب أي انتقاد ووصف بالعنصرية، يتم التأكيد على الفصل بين المسلم المعتدل والمسلم المتطرف؟ لكن هذا التمييز ليس أكثر من خدعة. فلكي يعتبر المسلم المعتدل عليه أن لا يلتزم بمبادئ الإسلام. وتعتبر ممارسة الصلاة أو صوم رمضان، دليلا على تطرف ديني؟ ويجعل البعض من فضح «الإسلام» أو الإسلام المتطرف، معركته الأولى، بل علة وجوده! ويكفي أن نرى كيف جرى الاحتفال بالنائب الهولندي السابق آيان هرزي علي ذي الأصل الصومالي، عندما أنكر الإسلام، وكيف تم تمجيده رغم اعتماده خطابا يصب في مصلحة صدام الحضارات.
ارتبط المستعمر باليسار. أما اليوم، فإن اليمين هو الذي سجل غالبية الحجج المتعلقة بالعصر الاستعماري وبالتحرر من الاستعمار. لذلك لكي يتعامل اليسار مع العرب/ المسلمين بوصفهم تهديدا، يحتاج إلى عوامل أخرى؛ الاعتداء على حرية المرأة والدفاع عن العلمانية سيساعدان على عرض خطاب معاد للإسلام بطريقة سليمة سياسيا، ومقبولة من قسم من اليسار. لكن الدفاع عن العلمانية ينزلق أحيانا نحو الدفاع عن هوية يهودية مسيحية يستبعد المسلمون منها.
قبل 1967، لم يكن يهود فرنسا يخشون من قول كلمتهم بشأن النزاع العربي الإسرائيلي، خوفا من اتهامهم بالتحيز. لم يعد لهذا الطابو وزن عندهم. لكنه لا زال كذلك عند العرب والمسلمين. ووطأة الخوف من تهمة اللاسامية مزدوجة. العربي مشتبه به بسهولة «بحكم طبيعة الأشياء»!. ومن ينتقد إسرائيل سيصبح كذلك بسرعة أكبر. إذا أراد العربي أن يعيش باطمئنان، عليه أن يتجنب التعبير عن رأيه في صراع الشرق الأوسط. وإلا وثق «بشجاعة» إلى جانب إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط المهددة من قبل الإرهاب !
لا زلت أتذكر ذلك اللقاء مع مثقف قدم باعتباره معتدلا وكثير الظهور في وسائل الإعلام. كنا في ندوة بالخارج. وجاء يثرثر معي؛ حدثني عن سجال كنت موضوعا له عام 2001. كان يتكلم بلغة هجومية إزاء إسرائيل. وحتى أنني وجدت تلك الهجومية مبالغا بها. التقيته في اليوم التالي في المطار، وكلمته عن ندوة حول الشرق الأوسط يعتزم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عقدها. ويجب أن تكون مختلف التيارات الفرنسية ممثلة فيها إلى جانب إسرائيليين وفلسطينيين. رأيت وجه محاوري يتغير ! كان جوابه الوحيد أن توجه بخطى واسعة وحثيثة إلى الجمارك. ولا شك أن فكرة التعبير عن رأيه علنا حول الصراع، قد بدت له مخاطرة تهدد مستقبله المهني.
العرب أو المسلمون الذين أصبحوا أبطال فضح الإرهاب سيكونون موضع ترحيب حار. خطاب هؤلاء يبدو مشروعا، ولا يمكن اتهامهم بالعنصرية. لكنهم لا يفضحون إلا الإرهاب الإسلامي، مما يسمح بالمرور الإيجابي على إسرائيل، البلد الديمقراطي المهدد من قبل الإرهاب الإسلامي. المسلم الذي يقف ضد إسرائيل في موضوع صراع الشرق الأوسط لا يعتبر مسلما معتدلا. يستطيع اليهودي التعبير عن نفسه وعلى هواه بخصوص هذا النزاع، ويشكل اليهود الفرنسيون حول هذا الموضوع أوسع طيف سياسي، وبدءا من معاداة الصهيونية حتى التأييد غير المشروط لمختلف الحكومات الإسرائيلية.
والتمييز بين معتدلين وراديكاليين غير موجود إلا فيما يخص المسلمين.»الملتحون» يهاجمون الروافع التي تقوم عليها حضارتنا، وفرضهم للحجاب والبرقع وبناء المساجد، ليست سوى حيل لاختبار صمودنا، والاستسلام لهم في هذه الأمور خيانة للمسلمين المعتدلين الذين يقاومونهم. إنهم يريدون إخضاع النساء (تعدد الزوجات غطاء الوجه وضع حرية التعبير موضع جد قضية رسوم الكاريكاتير) إنهم يجسدون الجنوح على المستوى الداخلي، والإرهاب على الصعيد الدولي. هذا ما يفعله على سبيل المثال. andrée glucksman؛ بحسه المعتدل المألوف في الإكسبريس الصادرة يوم 17 أكتوبر 1994؛ في ذروة السجال حول الحجاب: «الحجاب عمل إرهابي. طالبات المدارس المحجبات في فرنسا يعترفن أن حجابهن هو حجاب دم» ! بينما يرى المحلل توماس دوتلومب بأن «هذا المنطلق يشكل القالب الذي يؤطر صورة الإسلام التي تظهر في وسائل الإعلام الفرنسية؛ يكرر الصحافيون باستمرار فكرة أن أعدادا كبيرة من المسلمين في فرنسا يمارسون إسلاما «هادئا» لكن أعدادا كبيرة من روبورتاجاتهم مخصصة للمسلمين الموبوئين» !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.