يستعد ما يقرب من 3000 مواطن مغربي رحلوا «تعسفيا» من الجزائر في سنوات السبعينيات من القرن الماضي لأداء صلاة يوم الجمعة المقبل قبالة مقر السفارة الجزائرية بالرباط، وذلك في إطار «برنامج عمل» يدوم اليوم كله أمام مقر هذه السفارة احتجاجا على «محنة» ترحيل حوالي 350 ألف مغربي في «مسيرة سوداء» إلى حدود وجدة، كرد فعل للسلطات الجزائرية على «مسيرة خضراء نظمها الراحل الحسن الثاني إلى الصحراء وشارك فيها حوالي 350 ألف مغربي لاسترجاع المناطق التي كانت في تلك المرحلة تحت الاحتلال الإسباني. وسيؤم «جيش» المصلين من المطرودين، في الهواء الطلق، قبالة مكتب السفير الجزائري بالرباط، الجنرال العربي بلخير، البشير الخياطي، وهو مهندس ورئيس قسم المطارات سابقا بوزارة النقل، ومندوب سابق للوزارة بعدة مدن مغربية، حصل على تقاعد المغادرة الطوعية وقرر أن ينخرط في «مشروع» جمعية ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر للمطالبة بجبر الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهذه الفئة بعد «محنة» طردهم من الجزائر. وسينطلق في إلقاء خطبته من الحديث القدسي الذي رواه أبو ذر الغفاري عن النبي (ص) عن الباري عز وجل: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا». وقد حصل الخياطي على شهادة البكالوريا من الجزائر، وتابع دراسته العليا في كل من بولونيا واليابان، قبل أن يضطر إلى اقتفاء أثر عائلته التي طردت من الجزائر. فيما يرتقب أن يتقاسم صفوف الصلاة في الهواء الطلق مطرودون ستنقلهم الحافلات من كل من الناظور والدار البيضاء وتطوان وطنجة ووجدة وسيدي قاسم والعرائش والقنيطرة وفاس، وغيرها. وبعد الصلاة، سيرفع المحتجون لافتات تتضمن رسما ل»مقبرة جماعية» بمنطقة سبخة بوهران يقول ضحايا الترحيل من الجزائر إنها تضم رفات العشرات من المغاربة الذين تم التنكيل بهم أثناء تدخلات دموية قامت بها أجهزة الجيش والدرك والأمن الجزائرية في حقهم في احتفالات عيد الأضحى المبارك من سنة 1975. وتزامنت هذه المناسبة في تلك السنة مع 18 دجنبر، واختير هذا التاريخ محطة من قبل جمعية المطرودين لإحياء «محنة» لا تزال تطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق حولها. وقد سبق لهؤلاء أن اتهموا الجنرال العربي بلخير، السفير الجزائري الحالي بالرباط، بالانتماء إلى لائحة المسؤولين الذين صنعوا محنتهم، وذلك إلى جانب الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة. وفي السياق ذاته، أنهت هذه الجمعية إعداد تصميم تذكار للضحايا يرتقب أن ينصب في مركز مدينة وجدة بالتنسيق مع المجلس البلدي للمدينة يوم 8 دجنبر من العام القادم. وقال محمد الهرواشي، رئيس الجمعية، إن هذا النصب التذكاري سيتضمن عددا كبيرا من أسماء المسنين من ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، وذلك إلى جانب شخصيات محلية بوجدة قدمت الدعم والاحتضان لهؤلاء المطرودين عندما حلوا بحدودها في مخيمات دون ممتلكات ولا أموال كانت لهم وتعرضت للسلب من قبل السلطات الجزائرية أثناء عمليات الترحيل. ومن ضمن هؤلاء الذين سيحمل النصب أسماءهم عبد الرحمان احجيرة، والد كل من عمر احجيرة، رئيس بلدية وجدة الحالي وتوفيق احجيرة، وزير السكنى، وأحمد عصمان، الوزير الأول المغربي الأسبق والرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للأحرار.