مواجهات عنيفة استخدمت فيها الحجارة والعصي، وحتى المسدسات، كانت هي السمة البارزة لليلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، والتي نزل فيها المرشحون بكل ثقلهم إلى الشارع. وحسب معطيات توصلت بها «المساء»، فإن بلدية سلوان شهدت مواجهات وصفت ب«الخطيرة» بين ابن أحد المرشحين ومناصر لمرشح آخر استخدم فيها مسدس، حيث نشب عراك بين الطرفين اضطر معه ابن المرشح إلى إشهار مسدس كان بحوزته محاولا إطلاق النار على غريمه الذي لاذ بالفرار. أنهى محمد أوزين، الوزير الأسبق في الشباب والرياضة، وخصومه السياسيون بجماعة واد إفران حملتهم الانتخابية على وقع مواجهات دامية أسفرت عن وقوع جرحى وخسائر مادية وحالة من الرعب في صفوف سكان الجماعة. فيما كان لافتا الغياب الأمني عن المواجهات التي اندلعت في حدود الساعة الثامنة من مساء أول أمس الخميس، وحدها سيارة الإسعاف كانت حاضرة. وتحول شارع مركز واد إفران، مساء أول أمس الخميس، إلى ساحة لمواجهات عنيفة بالحجارة وتبادل الضرب بالعصي والقنينات والشتم بين أنصار الوزير الحركي المقال عقب تفجر فضيحة عشب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وعشرات من أنصار منافسه الانتخابي المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وحسب مصادر حزبية من المنطقة، فإن المواجهات اندلعت حينما اقترب أعضاء حملة حزب إدريس لشكر من مقر حزب الحركة الشعبية، لافتة إلى أن الاتحاديين فوجؤوا بهجوم من سموهم ببلطجية وكيل لائحة حزب الحركة الشعبية لجهة فاسمكناس، الذين تم استقدامهم من مدينة أزرو وآخرين من خارج الجماعة. وفي الوقت الذي امتدت فيه شرارة المواجهات بين الطرفين إلى شوارع أخرى بالجماعة، فقد كان لافتا ومثيرا للاستغراب في آن واحد غياب أي تدخل لقوات الأمن للحيلولة دون وقوع ما لا يحمد عقباه، وتجنب كل ما من شأنه أن يكدر صفو الحملة الانتخابية التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة. ووفق المصادر التي تحدثت إليها «المساء»، فإن المواجهات التي كانت حامية وعنيفة في بعض أطوارها، أسفرت عن إصابة أربع نساء وشخصين آخرين تم نقل بعضهم على متن سيارات الإسعاف إلى مستشفى مدينة آزرو لتلقي العلاجات الضرورية، مشيرة من جهة أخرى، إلى أن الجرحى ووجهوا من قبل الأطباء برفض منحهم شواهد طبية تثبت مدى إصابتهم وطبيعتها. من جهة أخرى، كشف هشام العروصي، وكيل لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي لانتخابات 4 شتنبر ، في اتصال مع «المساء»، أنه تعرض حينما كانت حملته الانتخابية تجول بشارع واد إفران لهجوم من قبل أوزين برميه بقنينة قبل أن يتبعها هجوم أنصاره بالحجارة والعصي، مشيرا إلى أنه لولا تصادف مرور شاحنة من الوزن الثقيل مع شن الهجوم لكانت حصيلة الضحايا ثقيلة. وفيما تعذر الحصول على تعقيب من وكيل لائحة حزب العنصر، رغم محاولاتنا المتكررة الاتصال به صباح أمس الجمعة، كشف وكيل لائحة حزب المهدي بنبركة أن الكتابة الإقليمية لحزبه سارعت على إثر ذلك الهجوم إلى وضع شكاية لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بأزرو. بينما تكفل إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، بإجراء اتصالات على أعلى مستوى من أجل التدخل وفرض الأمن والهدوء في ظل الموقف السلبي الذي اتخذته السلطات حين وقوع الهجوم. وحسب العروصي، فإن تدخل لشكر أثمر عن تدخل السلطات لفرض الأمن حيث عادت الأمور إلى وضعها الطبيعي ما عدا بعض المناوشات، مبديا في ختام حديثه مع الجريدة تخوفه من عودة المواجهات عقب إعلان نتائج الاقتراع.