أكدت مصادر مطلعة ل«المساء» أن 200 نزيل بدار الإيقاف ببنجرير يعيشون أوضاعا وصفت بأنها «لاإنسانية»، حيث يتغذى «القمل» و«البق» و«شنيولة» والكثير من الحشرات على أجساد ودماء هؤلاء النزلاء بالإضافة إلى انتشار أمراض معدية ك«الجرب». وأضافت المصادر ذاتها أن الدار تغيب فيها المرافق الأساسية، بما فيها مصحة للتمريض أو فضاءات للتكوين بل تغيب حتى ساحة للفسحة، حيث إنها تشبه «قفصا حديديا»، تضيف المصادر ذاتها. وقد كانت آسية الوديع، بصفتها عضوا في مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء، قد أمرت بإغلاقها بسبب غياب الشروط الأساسية ولعدم احترام ظروف اعتقال نزلائها للقواعد الدنيا لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الأممالمتحدة. ووصفت الأوضاع داخل هذه الدار بأنها «قاسية» في ظل غياب أي آفاق للتكوين، إضافة إلى الكثير من الاختلالات التي تعيشها والتي يفترض أن تفتح مندوبية السجون تحقيقا بشأنها، حيث تستغرب فعاليات حقوقية في الرحامنة صم الجهات المسؤولة بالإقليم آذانها عن صرخات الاستغاثة للنزلاء وذويهم، علما أن المؤسسة تقع على مرمى حجر من عمالة الإقليم ومقر المحكمة الابتدائية. وفي سياق متصل، أكدت مصادر «المساء» أنه في الوقت الذي يتواصل فيه التعاون الأمريكي المغربي بهدف نقل النموذج الأمريكي في تدبير السجون، فإن المندوبية العامة تواصل إيفاد بعثات إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل الاطلاع، عن قرب، على النموذج الأمريكي، والذي تسعى الولاياتالأمريكية إلى نقله إلى مجموعة من الدول العربية والإفريقية التي يجري التشاور معها، حيث سيتحول مركز تكوين الموظفين التابع لمندوبية تيفلت إلى نقطة استقطاب الموظفين من العديد من الدول، وفي هذا السياق، تضيف المصادر ذاتها، بدأت رياح التغيير تهب على العديد من السجون عقب الحركة الانتقالية التي أطلقها محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، منذ أقل من شهر في صفوف المدراء، حيث إن سجن بولمهارز بمراكش لبس حلة جديدة محت الصورة القاتمة التي ارتسمت عنه، فبالرغم من إكراه الاكتظاظ عرفت المؤسسة تحولات كثيرة أبرزها تطبيق قانون 98/23 المنظم للحياة داخل السجون والذي كان قد تم تعطيله على مدى 3 سنوات، كما شمل الإصلاح مرفق الزيارة وذلك باستحضار البعد الإنساني والاجتماعي، خاصة بالنسبة إلى أفراد الجالية المقيمة بالخارج، تماشيا مع منشور صادر عن رئيس الحكومة، فيما انتفت المعاملة الحاطة بالكرامة وذلك بتطبيق المذكرات الصادرة عن التامك، تضيف المصادر ذاتها. يشار إلى أن «المساء» حاولت عدة مرات ربط الاتصال بمسؤول بالمندوبية العامة صباح الأربعاء من أجل أخذ وجهة نظره بخصوص الأوضاع داخل دار الإيقاف ببنجرير غير أنه تعذر عليها ربط الاتصال به.