ليلة استثنائية «محرجة» عاشها بعض موظفي وموظفات سجن بولمهارز بمراكش، الاثنين الماضي، بعدما ألزموا بحضور فعاليات حفل كوميدي ساخر قدمه الفنان الكوميدي «إيكو» وجمال الدبوز لفائدة نزيلات هذه المؤسسة ونزلاء حي الأحداث، وهو الحفل الذي وصفته مصادر من داخل بولمهارز بأنه كان «خارج اللياقة والأخلاق» لما تضمنه من كلمات وألفاظ ليس السجن باعتباره مؤسسة لإعادة التربية والتأهيل مكانا لها، وهو ما أحرج عددا كبيرا من الموظفات والموظفين الذين حاولوا التدخل لكنهم تراجعوا خوفا من أن تطالهم عقوبات معينة. وأكدت مصادر «المساء» على أنها طالبت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بإيفاد لجنة مركزية للتحقيق في ما تضمنه هذا الحفل من اختلالات، حيث إنه «بغض النظر عن وجود السجينات بحي خاص بالذكور وهو منافي للقانون، فقد تم اعتماد قاموس «غير لائق» في غياب واضح لأي برنامج إدماجي أو رسالة فنية من خلال هذا الحفل الفني، حيث تمت استمالة إحدى النزيلات التي اعتلت منصة العرض أمام الجميع وانخرطت في الرقص بشكل «مثير» -على صوت موسيقى صاخبة بعدما ربطت نصفها بشكل أبدى مفاتن جسدها- وهو ما لا يختلف كثيرا عن العرض الماجن الذي قدمته المغنية الأمريكية «جينيفر لوبيز» بمهرجان موازين بالرباط. وأضافت أنه عوض أن يستفيد النزلاء من عرض تربوي يدخل في إطار إعادة التربية وفقا للأهداف التي تسطرها المندوبية فإن الحفل زاغ عن هذا، خاصة بعدما صوبت كاميرات هواتف محمولة نحو السجينة، وأن كل هذا تم دون أن يتدخل المسؤول الأول عن المؤسسة السجنية أمام «ذهول واستنكار الموظفين والموظفات وأغلبية السجينات في «ضرب للضوابط والقوانين المعمول بها في المؤسسات السجنية» التي تمنع منعا كليا إدخال الهواتف المحمولة لأماكن الاعتقال، وهذا المنع يشمل حتى هيئات رسمية كالمحامين والهيئات الدبلوماسية لأنه توجد قوانين ومذكرات منصوص عليها تمنع ذلك، وليس أن يصل الأمر حد «تصوير سجينات رهن الاعتقال يرقصن في أوضاع مثيرة وداخل حي للذكور»، تضيف المصادر نفسها. عدد كبير من الموظفين والموظفات شعروا بإحراج شديد خلال هذا الحفل الذي هو بمثابة ذر للرماد في الأعين نظرا للواقع الإنساني «البئيس» الذي يعيش تحت وطأته أزيد من 1200 معتقل يفتقرون لأدنى شروط الحياة الكريمة، فالاكتظاظ هو السمة البارزة، ويفتقرون للرعاية الصحية والتغذية المتوازنة وغياب أي آفاق لإعادة التربية والتأهيل. وقالت مصادر أخرى إن منظمي مهرجان الضحك بمراكش الذي انطلقت فعالياته أمس الأربعاء بمسرح مراكش سعوا إلى تبني مبادرة تنظيم عرض فني اختاروا له سجن بولمهارز بمراكش. من جهته، أكد مدير السجن ل»المساء» في اتصال هاتفي أن الحفل كان ناجحا بجميع المقاييس، وأنه لا وجود لأي اختلالات بل على العكس كل ما تم كان طبقا للقانون.