كثيرة هي الصور وأشرطة الفيديو التي تعج بها الشبكة العنكبوتية والتي فضحت بعض المظاهر السلبية في عدة مؤسسات، وحتى في الحياة العامة بالنسبة للمغاربة، غير أن الأكثر إثارة فيها هي تلك التي شكلت «ويكيليكس السجون المغربية»، والتي تمكن أصحابها من «اختراق» قلعة السجون «المحصنة» بعد أن ظلت لعقود من الزمن «فضاء خاصا» يحرم على الجميع الاقتراب منه حتى ولو تعلق الأمر بجمعيات حقوقية. مجموعة من الأشرطة صورها أصحابها بدقة كبيرة بداخل بعض المؤسسات السجنية في المغرب، غير أن أهمها يبقى شريطي فيديو تم إنجازهما بسجن بولمهارز بمراكش من طرف «قناص السجون» واللذان شكلا صفعة للمندوبية العامة. فالشريط أظهر معتقلين متكدسين في غرف نتنة تنعدم فيها شروط التهوية والضوابط الصحية وهي خاصة ب «لباجدة» - أي الوافدين الجدد -ينتقل مصور الشريط بين أرجاء المؤسسة فيعرض العديد من مرافقها كالحمام، المصحة، والمطبخ كما يبرز معتقلين مصابين بجروح خطيرة وآخرين أقدموا على إيذاء أنفسهم بواسطة شفرات حلاقة.. الشريط يظهر السجناء وهم ينهمكون في تقطيع صفائح الشيرا مستعينين بموقد كهربائي وسكاكين، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الطريقة التي وصلت بها هذه المخدرات إلى داخل السجن، ولماذا كان بعض تجار هذه السموم بداخل السجن الذين التقطتهم كاميرا «القناص» يتصرفون بشكل عادي جدا، بدون أي ريبة أو تخوف من أن يباغتهم أحد الموظفين؟ كانوا يقومون بنشاطهم بكل حرية بدليل المدة الزمنية المستغرقة في التصوير وهو التصوير الذي تم خلال فترة الدوام الرسمي، إذ يظهر نزلاء يتجولون في ممر الحي. كما يتعقب القناص أحد تجار السموم عبر أحياء المؤسسة من الجنائية إلى المصحة. بعد هذين الشريطين توالت الأشرطة والصور من داخل عدة سجون في المغرب، تعري ما يقع بها من اختلالات أو اعتداءات جسدية أو نفسية أو معاملات «قاسية» ومن ترويج للمخدرات والتي حملت مفاجآت لمدراء وموظفين –لسوء حظهم- كانوا ضمن الطاقم المشرف على تسييرها، فانتهى الأمر ببعض المدراء والموظفين إما بإعفائهم أو إنزال عقوبات تأديبية في حقهم، بل إن البعض منهم تمت متابعتهم قضائيا. «المساء» من خلال هذا الملف الأسبوعي ستقدم لقرائها أهم الصور وأشرطة الفيديو التي أطاحت بمدراء وموظفين وجرت عليهم ويل تنقيلات ومتابعات وعقوبات تأديبية. كما أجرت «المساء» حوارا حصريا مع «قناص السجون» الذي بصم لتجربة فريدة أماطت اللثام عن مؤسسة كان يلفها الغموض. «قناص السجون» قال ل«المساء» لا شيء كان يحركه لهذا الفعل إلا أنه تقاسم مع السجناء مرارة الاعتقال في غياهب سجون تغيب فيها شروط الكرامة الإنسانية، حيث الاكتظاظ والقمع والتعسف. وخاض تجربة مؤلمة، إذ «جربت النوم في مرحاض زنزانة نتنة جراء الاكتظاظ وغياب الشروط الصحية. ولامست عن قرب الجبروت والقسوة، وأكرهت على تناول وجبات غذائية تعافها حتى الحيوانات، وأيقنت أن السجن يكون أحيانا «معهدا عاليا للإجرام» وليس فضاء لإعادة التربية والتنشئة الاجتماعية». «المساء» سألته عن السبب الذي ولد فيه فكرة «فضح ما يجري خلف قلعة السجون»، فأجابها بأن «ما عشته خلال فترة الاعتقال الثانية يستعصي علي أن أصفه، لهذا وأنا في جحيم الاعتقال قررت أن أكسر جدار الصمت مهما كلفني ذلك من ثمن». سجن بولمهارز.. الشرارة الأولى لأشرطة فضائح السجون يقع في قلب حي «جيليز» الراقي، وعلى الرغم من موقعه الاستراتيجي هذا وبمنطقة تغري لوبيات العقار وشركات السياحة، إلا أن بنايته العتيقة التي ترجع إلى العهد الاستعماري لم تستأثر بالاهتمام، مثل الذي حازته عقب عرض شريطين على موقع اليوتوب، ينقلان بالصوت والصورة بعض ما كان يجري ويدور وراء أسوار بناية «ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب». تحول حينها سجن بولمهارز إلى مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، ووجدت المندوبية العامة للسجون نفسها في موقف حرج، قررت على إثره تشييد مركب سجني بمواصفات عصرية بمنطقة الوداية، أملا في محو الصورة القاتمة التي رسمتها الأشرطة عن واقع السجون بالمغرب». سجن مراكش ..» العطاء الثقافي» طيلة فترة التسعينات تكرست صورة سجن بولمهارز كحلقة ضمن المشهد السوسيو ثقافي والرياضي بمدينة «البهجة»، كان نزلاء هذا السجن يشاركون في مهرجانات المدينة وملتقياتها الفنية، وأبرزها مهرجان الفنون الشعبية، بل عرض النزلاء إبداعاتهم في مجال الفن التشكيلي بقلب فندق المامونية الشهير، إذ أثنى الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي على عطاءاتهم وثمن هذا الانفتاح. الطفرة الفنية والإبداعية للسجن حصيلة «حرب شرسة» شنتها إدارة المؤسسة على المخدرات وكللت بتجفيف منابعها. خلال الألفية الثالثة ستحمل الحركة الانتقالية مديرا جديدا لا يؤمن بدور الثقافة والفن في تهذيب السلوك، بل يعتبر السجن مجالا لتنفيذ العقوبات السالبة للحرية فقط.. بولمهارز.. «في قلب العاصفة» حال المؤسسة السجنية بولمهارز، بعد تعيين مدير جديد، سينقلب رأسا على عقب، فالموظفون -الذين كانت أوضاعهم المالية حينها مزرية – أقر بنهاشم (المندوب العام السابق) بعد ذلك حوافز مالية هامة لهم، وإصلاحات طالت الإطار المالي والوظيفي للعاملين بالقطاع السجني – حينها وجدوا البيئة الملائمة لاستعادة نشاطات سابقة لهم .. كما أن تجار المخدرات الذين كانوا يتخوفون من عقوبات الإدارة في السابق أصبحوا حينها يصولون ويجولون، مستغلين «غياب المدير الدائم» وعدم ولوجه المعقل إلا لماما، إذ يكتفي بتوقيع عشرات السجلات التي تحال على مكتبه مساء كل يوم. القناص استهل قناص السجون شريطه الأول حول سجن بولمهارز بصورة تظهر المندوب العام وكل من سفيان أوعمرو ومصطفى حلمي إبان استقبالهم من قبل الملك محمد السادس، أرفقت الصورة برسالة مفتوحة تناشد المندوب العام بفتح تحقيق حول ما يجري داخل زنازين هذا السجن. جاء بعد ذلك شريط صور يظهر معتقلين متكدسين في غرف نتنة تنعدم فيها شروط التهوية والضوابط الصحية، وهي خاصة ب «لباجدة» - أي الوافدين الجدد -ينتقل مصور الشريط بين أرجاء المؤسسة فيعرض العديد من مرافقها كالحمام، المصحة، والمطبخ كما يبرز معتقلين مصابين بجروح خطيرة، وآخرين أقدموا على إيذاء أنفسهم بواسطة شفرات حلاقة.. مخدرات بالجملة الخطير في الشريط هو إظهاره للغرفة 8 بالجناح الأيسر بحي الابتدائية - حينها –تبرز نوافذ الغرفة المطلة على ساحة الفسحة، ويظهر السجناء وهم منهمكون في تقطيع صفائح الشيرا، مستعينين بموقد كهربائي وسكاكين. كانوا يقومون بنشاطهم بكل حرية، بدليل المدة الزمنية المستغرقة في التصوير، وهو التصوير الذي تم خلال فترة الدوام الرسمي، إذ يظهر نزلاء يتجولون في ممر الحي. يتعقب القناص أحد تجار السموم عبر أحياء المؤسسة من الجنائية إلى المصحة، ولعل أي زائر لفضاءات السجن لم تكن لتراوده أي شكوك بخصوص أن البناية التي تظهر في الشريط الأول هي بناية سجن بولمهارز، وأنه لا أدل على ذلك من أن الأبواب الحديدية الخاصة بالزنازين زينت بنقوش مراكشية؟؟ متابعة إعلامية نال الشريط اهتماما إعلاميا وطنيا ودوليا، كما أن العديد من الجمعيات الحقوقية التي لم تتقبل تعيين بنهاشم ورفضت إصراره على إغلاق أبواب السجون في وجه الجمعيات وخرجاته الإعلامية في حق بعض الناشطين الحقوقيين، والذين من أبرزهم خديجة الرياضي وجدوا في الشريط مادة دسمة لانتقاد تدبير الرجل، حينها، للقطاع وانتقلت الصور إلى الإعلام الدولي، خاصة بعد وضع الشريط في كل مواقع البحث بخصوص مدينة مراكش المترو بولية، في المقابل تحفظ بنهاشم عن التعليق مكتفيا بالحديث عن صور مفبركة وعزم المندوبية على إعادة الإصلاح. القناص يضرب ثانية إحجام بنهاشم عن التعامل بالحزم المطلوب مع الشريط الأول، وتجاوب المنظمات الحقوقية والاهتمام الإعلامي «فور» دم القناص، ورفع من عزيمته في طرح شريط ثاني بعنوان « الدليل القاطع والبرهان الساطع».. حرص صاحب الشريط على التقاط صور للمؤسسة من الخارج، حيث تظهر البوابة بشكل واضح للعيان كما تظهر أسر المعتقلين تنتظر دورها لزيارة أبنائها. تنتقل الكاميرا بعد ذلك إلى داخل المعقل توثق لواقع العديد من الفضاءات بما فيها المدرسة. خلال هذا الشريط تظهر وجوه تجار المخدرات بشكل واضح، إذ برز أحدهم وهو يحمل صفائح للشيرا ببوابة إحدى الغرف، كما يظهر السجناء وهم يباشرون لعبة القمار.. إما أوراق نقدية أو علب للسجائر. فاجأ القناص المشاهدين بواقع تعاطي السجناء لمخدر اللصاق (السلسيون) فيما آخرون يفضلون تعاطي مخدر الكوكايين .. ينقل الشريط صورة «صادمة» لكيلوغرامات من مخدر الشيرا على شكل صفائح وكبسولات من مخدر الكوكايين وأوراق نقدية وأوراق التلفيف «نيبرو» موضوعة على صفحة جريدة وطنية يومية تتصدر صفحتها الأولى صورة الراقصة التي مثلت بجثة زوجها، في إشارة دالة على حداثة التصوير. القناص في قلب حي النساء حنكة «القناص» والنجاح الذي حققه الشريطان الأولان جعله ينتقل بعدسته إلى عنابر حي النساء حيث المخدرات، الرشوة، وفظائع من نوع آخر تتلاءم والبنية الفيزيولوجية للنزيلات. كانت لجان التفتيش بمثابة المرأة الحديدية بالمندوبية، تفد من الرباط في زيارة مفاجئة. وقد ضبطت خلال إحدى الزيارات حاسوبا محمولا، هواتف محمولة، ومبالغ نقدية، ومخدرات.. بل ضبطت إحدى الموظفات بحوزتها دجاجة محمرة غنمتها من قفة إحدى السجينات. العديد من الموظفات عصفت بهن قرارات تأديبية لثبوت اقترافهن مخالفات، لكن شريطا صور داخل حي النساء المكون من طابقين أحدث رجة على الرغم من أنه لم تتم إذاعته على شبكة الإنترنيت.. فقط بعض التسريبات الإعلامية كشفت عن مضمونه. قناص السجون- في حوار له مع «المساء»- كشف أن الشريط يتضمن مشاهد ساخنة لنزيلات يمارسن السحاق. وقد نفى أن يكون قد فوت الشريط لقناة إباحية أجنبية. الشريطان يطيحان بالمدير .. بعد حين حضرت حافلتان محملتان بعشرات الموظفين مسنودين بعناصر لجنة التفتيش المركزية، داهموا السجن بشكل فجائي، وأجروا تفتيشا لكل الأجنحة والغرف، حيث ضبطت عشرات الهواتف المحمولة، بعضها رقمي ومزود بآلات تصوير دقيقة، وعثر كذلك على مخدرات ومبالغ مالية متحصلة من تجارة السموم وقائمة طويلة من الممنوعات.. كان المندوب العام السابق يتابع عملية التفتيش والمداهمة أولا بأول بمكتبه بالرباط. صدرت تعليمات بجر كل الأطراف المتورطة إلى التحقيق، حيث دام عمل المفتشين وقتا طويلا أنجزت خلاله محاضر استماع تفصيلي للعديد من الموظفين والسجناء، فيما أحيل مدير السجن على مجلس التفتيش المركزي بالمندوبية العامة للرد على الاتهامات الموجهة إليه، ومواجهته بمحتوى محاضر الاستماع والمضبوطات، كما تم وقف رئيس المعقل عن العمل إلى جانب خمسة موظفين، وأحيل الجميع على القضاء الذي لم يبت إلى الآن في القضية. بولمهارز .. اليوم أضحى من سبع المستحيلات العثور على هاتف محمول داخل سجن بولمهارز، فالنزلاء يتهافتون عن الهواتف الثابتة للاتصال بذويهم. عمليات المداهمة والتفتيش التي تتم بالغرف بشكل منتظم وفي ساعات متأخرة من الليل، والعقوبات الزجرية التي تطال كل سجين تحوم حوله شبهة تحوز ممنوعات، كل هذا مكن من تجفيف منابع التخدير ووضع حد لنشاط شبكات كانت تنشط في السالف، لكن على مستوى الوضع الحقوقي مازالت العديد من علامات الاستفهام مطروحة فالاكتظاظ، التغطية الصحية، التسويف الذي تتعرض له الأسر الزائرة، والتأديب غير المقنن، وإهمال الجانب الاجتماعي.. مشاكل مازالت مطروحة وتحتاج إلى حل لتحويل المؤسسة من ماضيها الأليم إلى فضاء تربوي قادر على تحقيق أهداف المندوبية، التي تتجلى في إدماج السجناء وإعطائهم فرصة للانصهار في المجتمع من جديد. شريط يوثق ل«واقعة ارتشاء» يطيح بمدير سجن عين علي مومن وبرئيس المعقل ارتسمت الدهشة على وجه المندوب العام السابق حفيظ بنهاشم، وهو يشاهد بمكتبه العلوي شريطا مصورا يظهر مدير سجن علي مومن الأسبق يتسلم مبلغا ماليا كرشوة من معتقل يدير شبكة للاتجار في المخدرات. كان الحوار الدائر ما بين المدير والسجين يعكس معرفة المسؤول السجني بمصدر المبلغ المالي، وطبيعة النشاط الذي يتعاطاه الطرف الثاني، وهو الحادث الذي سجل في غشت سنة 2008. الشريط سلمته أسرة السجين إلى مسؤول مصلحة التفتيش، وعقب معاينته من قبل بنهاشم قرر إقالة المدير وإحالته على التقاعد المبكر، مع إعفاء رئيس المعقل من مهامه ونقله كإجراء تأديبي إلى سجن عين السبع بالدار البيضاء. قناص السجون: المقاربة الأمنية منعت المسؤولين من التسليم بخطورة التجاوزات التي تقع داخل السجون «على عكس باقي القناصين الذين تزخر بهم الشبكة العنكبوتية، من أشرطة مصورة توثق لوقائع فساد أو ارتشاء، والذين تظل هوياتهم في علم الغيب، (عكس ذلك) يبرز قناص السجون كشخصية معلومة للعاملين بالقطاع السجني وإن كان اسمه يمنع تداوله، والارتباط به قد يجر على الموظف عقوبة العزل وعلى السجين الإيداع في زنزانة التأديب. قض الرجل مضجع حفيظ بنهاشم بعد تعيينه على رأس المندوبية العامة للسجون وطرح نفسه في الاجتماعات الرسمية للمدراء، كما ترد الإشارة إلى هويته في كل التقارير التي تهم فضائح تفجرت بالمؤسسات السجنية. من يكون قناص السجون؟ وما الدافع وراء تصوير أشرطة داخل الزنزانة ؟ وما الهدف من نشرها على موقع اليوتوب؟ أسئلة كثيرة يجيب عنها قناص السجون في حوار حصري مع «المساء» ضمن هذا الملف. - من يكون قناص السجون؟ مواطن مغربي جرب مرارة الاعتقال في غياهب سجون تغيب فيها شروط الكرامة الإنسانية، حيث الاكتظاظ والقمع والتعسف. التجربة كانت مؤلمة فقد جربت النوم في مرحاض زنزانة نتنة جراء الاكتظاظ وغياب الشروط الصحية، لامست عن قرب الجبروت والقسوة وأكرهت على تناول وجبات غذائية تعافها حتى الحيوانات، وأيقنت أن السجن يكون أحيانا «معهدا عاليا للإجرام» وليس فضاء لإعادة التربية والتنشئة الاجتماعية، وأن الخطاب الرسمي بخصوص الأنسنة والإدماج خطاب فضفاض موجه للاستهلاك الإعلامي وتسويق صورة عن المؤسسات ليس إلا. -كيف تولدت لديك فكرة توثيق هذه الخروقات؟ الفظاعات التي عاينتها إبان اعتقالي وشمت حياتي وإلى الأبد، فجروح السجن من الصعب أن تندمل، خاصة في غياب رعاية لاحقة ومرافقة نفسية، لهذا ربطت الاتصال بجهات حقوقية لفضح ما يجري وراء أسوار السجن، الشيء الذي جر علي غضب مسؤولين ساقوني إلى السجن للمرة الثانية، وفي إطار تجربة مريرة بل «مرعبة» هل بوسع القارئ أن يتصور كيف سيكون تعامل سجان مع سجين فضح سلوكياته وطالب بمحاكمته؟ كيف ستكون أجواء الاعتقال؟ ما عشته خلال فترة الاعتقال الثانية يستعصي علي أن أصفه، لهذا وأنا في جحيم الاعتقال قررت أن أكسر جدار الصمت مهما كلفني ذلك من ثمن. -كيف تسنى لك ذلك؟ في الوقت الذي ولجت فيه السجن لم تكن هناك هواتف محمولة أو كاميرات رقمية، لكن أجواء الترهيب التي ميزت اعتقالي كان لها انعكاس إيجابي، فقد كنت أتجول بمفردي في ساحة الفسحة بعد أن يكون قد تم إخلاؤها من النزلاء، كان هناك تحذير شديد اللهجة لكل الموظفين بعدم الاقتراب مني باستثناء الطاقم المعين لحراستي، كأنني «بعبع». هذا التضييق ولد تعاطفا كبيرا تجاهي من قبل بعض الموظفين والسجناء على حد السواء، إذ بدأت بعض المعلومات تقبل علي دون أن أسعى إليها. بعد مغادرتي السجن توقفت صلتي بالموظفين وخلصت إلى أن نشر هذه الحقائق عبر اليوتوب هو خير سبيل لمحاولة إماطة اللثام عن مجموعة من مظاهر الفساد والاختلالات. - البداية كانت بسجن بولمهارز. أليس كذلك؟ نعم تضافرت مجموعة من الظروف الموضوعية ليقع الاختيار على سجن مراكش، إذ كانت هذه المؤسسة حينها تحبل بالاختلالات والتجاوزات، خاصة ما يتعلق منها بالتجارة المنظمة للمخدرات بمختلف أصنافها بما فيها القوية، والابتزاز ب«العلالي»، وغياب برامج تربوية ترفيهية، وفوق كل هذا انتهاك للحقوق الآدمية وهيمنة أحد السجناء على مرافق بالمؤسسة، إذ كان بعض الموظفين لا يعصون له أمرا، أما السجناء فقد كانوا يهابونه أيضا. -كيف كان التجاوب مع طرح الشريط؟ أحدث الشريط رجة في عالم السجون. فقد ارتفعت درجة الحذر واليقظة بكل المؤسسات العقابية مخافة تسريب مشاهد مماثلة، أما إدارة سجن مراكش فسارعت إلى ترحيل السجناء المشتبه في تورطهم في تجارة المخدرات نحو سجون أخرى، وعمدت إلى طلاء أبواب الزنازين سعيا للإيهام بأن الشريط صور خارج فضاء السجن. المندوب العام السابق من جانبه اعتمد لغة التشكيك ونسب فبركة الشريط لأعداء الإصلاح، في حين تجاوبت الجمعيات الحقوقية مع مضمون الشريط، خاصة وأن الأخير كان قد دخل في عملية شد حبل مع فاعلين حقوقيين. - بعد الشريط الأول كان الشريط الثاني؟ إصرار بنهاشم على عدم التجاوب مع مضمون الشريط، في الوقت الذي حظي به مضمونه باهتمام إعلامي وطني ودولي، وتحلي سجناء بالشجاعة لقمع التجاوزات دفعني إلى طرح الشريط الثاني بمضمون أقوى ودقة في التركيز، مع إبراز وجوه أباطرة المخدرات أملا في أن تتحرك الجهات المسؤولة، لكن المقاربة الأمنية التي كانت تسكن بنهاشم منعته من التسليم بخطورة التجاوزات الموثقة في كلا الشريطين، وإن كانت المذكرات المصلحية التي عممها قد حملت تنبيها إلى مكان الخلل. - ماذا عن الشريط الخاص بحي النساء؟ هو شريط مصور داخل فضاء من طابقين يظهر نزيلات بألبسة خفيفة وفي أوضاع ماجنة، وقد تحفظت عن إطلاقه نظرا لمشاهد ساخنة به تخدش الحياء. - هل حقا فوتت الشريط لقناة إباحية. وفق ما يروج من إشاعات؟ قطعا لا. وإن كانت جريدة يومية –توقفت عن الصدور –وبعدها مجلة أسبوعية قد نقلت الخبر دون سند، بل ذهبت إلى أني فوتت الشريط بقيمة مالية فاقت 80 ألف يورو، وذلك لفائدة قناة xxl الإباحية التي توقفت منذ مدة عن البث. - ألم يحاول مسؤولو المندوبية الاتصال بك؟ من أطرف المواقف التي عشتها مباشرة بعد بث الشريطين أني كنت أستضيف بمنزلي موظفا من سجن أوطيطة 1 بسيدي قاسم جاءني حاملا شكواه. سألني الموظف المغبون عن إذا كان بنهاشم قد يقبل استقباله لسماع تظلمه، أجبته بنعم. حينها رن الهاتف الثابت بمنزلي، على الطرف الآخر من الخط كان هناك صوت نسائي خاطبني قائلا: السي فلان السيد المندوب العام يرغب في مقابلتك، فهل بوسعك الانتقال الآن إلى مقر المندوبية العامة للسجون؟ ذهلت للمصادفة الغريبة. وأنا أنظر إلى مرافقي وأجبت: -عفوا سيدتي أنا لست حاليا في الرباط، وإن كان بوسعي الانتقال من أجل مقابلته فسأفعل ذلك. وأقفلت الخط. - هل قابلته بعد ذلك؟ قطعا لا. فقد أوصاني مصدر مقرب بعدم الذهاب، لأن الرجل لا يقبل المناقشة ولا المجادلة وأوامره « واجبة التطبيق». - هل حققت أشرطتك الغاية التي كنت تحملها في نفسك؟ تقنية القنص من داخل السجون التي رعيتها في مرحلتها الأولى تطورت بشكل لافت، جعل الشبكة العنكبوتية حبلى بالأشرطة التي تفضح واقع السجون، أما بالنسبة لسجن مراكش فقد أقيل المدير وأحيل رئيس المعقل وزمرة من الموظفين على القضاء. حكاية مدير سجن طاردته أشرطة فيديو استحق سجن سلا 2 لقب غوانتانمو المغرب، وهو المؤسسة التي تم تدشينها سنة 2009 لتكون إصلاحية مختصة في إيواء المعتقلين الأحداث، في أجواء سوسيو تربوية تيسر قضاء العقوبة الحبسية في ظروف إنسانية أقرب إلى الفضاء التربوي منه إلى السجن كرمز ل»الحرمان». مباشرة بعد تعيين حفيظ بنهاشم عرف السجن عملية هروب ناجح نفذه معتقلون أحداث. أعفي المدير من مهامه كإجراء عقابي وقرر المندوب العام حينها، تخصيص المؤسسة كسجن لاستقبال المعتقلين المشاغبين المرحلين من مختلف سجون المملكة والمصنفين ضمن خانة ( مسجل خطر)، بعدها شرعت المندوبية العامة في إيفاد مجموعات خاصة من المعتقلين المدانين في قضايا الإرهاب، كما استقبل السجن خلية أمغالا ومعتقلي أحداث مخيم أزيك، كان من الضروري أن يتم انتقاء مدير بمواصفات خاصة لإدارة هذه المؤسسة، فوقع الاختيار على « مصطفى – ح « الذي شغل في البداية منصب مشرف اجتماعي بسجن سطات، ثم نائبا للمدير بقلعة السراغنة، فمدير لسجن العواد بالقنيطرة وسجن خريبكة، لينقل لإدارة سجن سلا 2، حيث دخل في عملية شد الحبل مع معتقلي السلفية الجهادية الذين اتهموه بتعذيبهم وترهيبهم، وسربوا أشرطة وصور توثق لوقائع التعذيب المزعوم. وأمام صمت المندوبية العامة وإنكارها لكل هذه الوقائع نفذت أسر المعتقلين مسنودة بجمعيات حقوقية وقفات احتجاجية لم يجد أمامها مسؤول إدارة السجون بدا من نقل المدير نحو سجن الصومال بتطوان. عاصفة من الانتقادات رافقت تعيين الرجل، إذ أخذت بعض وسائل الإعلام في فضح واقع سجن مدينة الحمامة البيضاء وما يعتمد وراء أسواره، بل اعتصم موظف داخل الإدارة واتهم مدير السجن بمحاولة فبركة ملف لنقله بشكل تعسفي، واستدعى الحادث غير المسبوق حضور مفتش مركزي استمع لتظلم الموظف المعتصم دون أن تطال المدير أي مساءلة حينها. الأكثر من ذلك أن معتقلا إسلاميا مفرج عنه بعفو ملكي – عمر حدوشي – نفذ وقفة احتجاجية رفقة معتقلين إسلاميين وذويهم أمام بوابة السجن، ووجهوا اتهامات إلى المدير ب»الفساد وتجميع مبالغ مالية من المعتقلين وصلت إلى حدود مبلغ 700 مليون سنتيم». أنكرت المندوبية العامة هذه الاتهامات وساندت موظفها الذي قرر مقاضاة الحدوشي، لكن طرح فيديو على موقع اليوتوب يوم 27 أبريل الماضي فاق عدد مشاهديه 114 365 شخصا مدته 10 دقائق و 32 ثانية، يظهر كيف يتم استهلاك الهيروين داخل السجن ويوثق لعملية «براكاج» نفذها معتقل احتجز زملاءه بعد أن أحكم إغلاق الزنزانة وشرع في فضح ما يجري داخل السجن من تحكم المافيا في مفاصل المؤسسة وتداول للمخدرات والهواتف المحمولة. هذا الشريط دفع بنهاشم إلى توكيل أحد ثقاته بإجراء زيرة مفاجئة للسجن، حيث تمت زيارة الزنازين المخملية لأباطرة المخدرات ووقف بأم عينه على الامتيازات التي يتمتعون بها والمبالغ المالية التي دفعوها لمدير السجن، بدعوى تغطية تكاليف وإصلاحات بنيوية. عندها خرج المندوب العام بقرار يقضي بإقالة المدير وإجراء بحث معه ومع سائر المتورطين معه في موجة التسيب التي عرفها هذا السجن منذ توليه لإدارته، وبذلك أطاحت لعنة أشرطة اليوتوب بمدير سجن الصومال آنذاك. إقالة مدير سجن وإحالة موظفين على القضاء بسجن عين علي مومن بسطات ليست أشرطة الفيديو وحدها التي تم تداولها على نطاق واسع على الشبكة العنكبوتية سببا في تنزيل عقوبات تأديبية، أو إعفاء من المهام على موظفين ومدراء بمؤسسات سجنية، بل إن الدور نفسه لعبته بعض الصور التي لخصت بعض ما يجري بداخل المؤسسات السجنية. ومن بين أحدث فضائح السجون على الإنترنيت صور تم تداولها مطلع الشهر الجاري، تظهر سجناء بلباس سجانين وهم يحملون مخدر الشيرا وأوراق التلفيف «النيبرو». فضيحة هزت أركان المندوبية العامة للسجون، ودفعت محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، إلى إقالة المدير، فيما مازالت التحقيقات متواصلة لإثبات مسؤولية موظفين وسجناء عن التجاوزات المسجلة في هذه المؤسسة». مركز للأحداث بسطات أحدث المركز منتصف التسعينات في إطار سياسة اعتمدتها الإدارة العامة للسجون حينها، على أساس تخصيص مراكز إعادة الإدماج الخاصة بالأحداث عهد بالإشراف عليها إلى المرحومة آسية الوديع، يتكون المركز من فضاء بيداغوجي ، مصحة، وخمسة أحياء تتباين طاقاتها الاستيعابية. بعد إحداث المندوبية العامة للسجون قرر بنهاشم إغلاق سجن عين علي مومن الفلاحي نهائيا ونقل نزلائه إلى مركز الإصلاح والتهذيب. الضغط يولد الانفجار مشاكل متراكمة عانت منها المؤسسة طيلة السنتين الأخيرتين، منها الاكتظاظ جراء تباطؤ البت في قضايا المعتقلين أمام المحاكم، ضعف التغطية الأمنية، إذ كان يتم استغلال غياب المراقبة على مستوى الأبراج للرمي بأكياس المخدرات من خارج أسوار السجن نحو سطح الأحياء، لم تحل العقوبات التأديبية الصادرة في حق بعض الحراس، والتي تنوعت ما بين التوقيف عن العمل والنقل نحو مؤسسات أخرى دون تنامي ظاهرة تسريب المخدرات والممنوعات، لأن إقبال السجناء على التخدير كان في تزايد. هواتف محمولة ذكية: ازدهار سوق المخدرات رافقه نمو في نشاط سوق الهواتف المحمولة التي يلجأ إليها «البزناسة» للاتصال بمزوديهم أو لترتيب عملية تسريب المخدرات. العديد من موظفي المركز ضبطوا أثناء ولوجهم المركز وبحوزتهم هواتف محمولة، رغم أن مذكرة مصلحية تمنعهم من ذلك. صور تفضح المستور في توقيت دقيق رافق تعيين المندوب العام الجديد تم طرح أربع صور لسجناء بملامح واضحة، أحدهم يرتدي معطفا وظيفيا خاصا بالحراس ويحمل بيده كمية من مخدر الشيرا وأوراق التلفيف. الصور التقطت من داخل أحد أحياء السجن، وقد جابت أرجاء الدنيا مرفوقة بتعليقات قاسية في حق مسؤول المندوبية العامة وإدارة سجن علي مومن، خاصة بعد تداول مواقع إخبارية للصور سالفة الذكر. التامك على الخط لم تحل عطلة عيد المولد النبوي دون إيفاد لجنة التحقيق المركزية، التي استمعت للمدير وإلى الموظفين والسجناء ورفعت تقريرا أوليا للمندوب العام أقال على إثره مدير السجن، فيما دخل الدرك الملكي على الخط وشرع في إنجاز محاضر استماع لموظفين وسجناء متورطين، إذ تبدو سماء الأيام المقبلة حبلى بمفاجآت «غير سارة». أكيد أن هناك «قناصون بالسجون» يشتغلون الآن في صمت من أجل فضح كل الاختلالات والخروقات التي تمس بطبيعة عمل المؤسسات السجنية، التي هي أساسا مؤسسات عقابية هدفها الأسمى إعادة تربية وإدماج السجناء باعتبارهم مواطنين «خارجين عن القانون»، وأن الزجر (الحرية المسلوبة) وبرامج إعادة التربية هي معصم إعادة تكوين مواطن صالح. سيستمر إذن –لا محالة- نزيف صور وفيديوهات مادام هناك «اختلال» بداخل السجون والمقاربة الأمنية والزجرية-وفق مصادر مهتمة- لن تجدي نفعا، بل لابد من إصلاح هيكلي وجدي بالأساس. فيديوهات صادمة ب«عكاشة» تدفع لجنة برلمانية إلى زيارة السجن بتقرير «صادم» كشف الإثراء غير المشروع للمدير ومجموعة من الموظفين على حساب المعتقلين أول الصور الصادمة التي تسربت من داخل السجون تعود إلى العشرية الأخيرة من الألفية الثانية، عندما ضبطت عناصر الشرطة القضائية بالدار البيضاء بحوزة سجين يلقب ب»البقرة»- تورط في هتك عرض قاصر- صورة وهو يرتدي الزي الرسمي لموظفي السجون، اعتبر الأمر سابقة خطيرة عصفت برئيس الحي، الموظف صاحب البذلة وقادت رئيس المعقل إلى السجن بعد أن كشف «البقرة» من خلال البحث التمهيدي حقائق مروعة حول شبكات التخدير، والارتباط القائم بينها وبين رئيس المعقل وقتها. فيديوهات بالجملة بعد اكتشاف تقنيات القنص ودورها البارز في فضح التجاوزات ستعرف الشبكة العنكبوتية إطلاق عشرات الفيديوهات، صورت من داخل عنابر المركب السجني عين السبع، ووثقت لمظاهر الخلل التي كان يشهدها، حيث يظهر في أحد الأشرطة معتقل مختل عقليا يصيح بعبارات غير متناسقة داخل ساحة الفسحة بالجناح 4 ، قبل أن يتجرد من ملابسه، حيث تحولق حوله نزلاء حاولوا إرغامه على ارتداء ملابسه، وعدم إلحاق أي أذى بنفسه. في شريط آخر يتعقب صاحب الكاميرا موظف أحد الأحياء، إذ يرصده وهو يحجز هاتفا محمولا من أحد السجناء، قبل أن يعيده له بمقابل ورقة نقدية من فئة 50 درهما. فيديو ثالث يظهر موظف أحد الأجنحة وهو مسلح بقضيب بلاستيكي يعنف به السجناء. كثيرة هي الفيديوهات الموضوعة على محرك البحث يوتوب والخاصة بسجن عكاشة تفضح تفشي المخدرات وتردي الوضع الصحي ولا إنسانية ظروف الاعتقال. دخول لجنة برلمانية على الخط، استماتة حفيظ بنهاشم المندوب السابق بالدفاع عن مشروعه الإصلاحي للسجون، محاولا دحض كل الكتابات الصحفية التي تعري واقع المؤسسات العقابية، إلا أن الفرق البرلمانية استطاعت تشكيل لجنة زارت سجن عكاشة ودخلت إلى كل عنابره، وخرجت بتقرير «صادم» تلي بحضور المندوب العام نفسه وكشف الإثراء غير المشروع للمدير ومجموعة من الموظفين على حساب المعتقلين، وتداول الهواتف المحمولة والسجائر المهربة وحجم المبالغ التي يتم جنيها بشكل غير مشروع، وهو التقرير الذي أطاح بالمدير الذي كان على رأس المؤسسة السجنية حينها. صور صادمة جابت صورة يظهر خلالها معتقل مجرد من جميع ملابسه، بما فيها التبان ومقيد اليدين بالأصفاد بجوار فاصل حديدي مختلف أرجاء العالم، ووضعت مسؤولي المندوبية العامة لإدارة السجون في «حيص بيص»، إذ أرسل المندوب العام لجنة تفتيش مركزية حاولت استجلاء حقيقة الصورة، فأكدت إدارة السجن أن المعتقل الذي يظهر في الصورة مختل عقليا تجرد من ملابسه، وخوفا من أن يؤدي نفسه، وفي انتظار نقله إلى المستشفى تم تصفيده. تبرير لم يقنع الجمعيات الحقوقية التي انتفضت وطالبت المندوب العام السابق باتخاذ إجراءات ملموسة لوضع حد لمسلسل تعذيب وانتهاك إنسانية بعض المعتقلين. سجن عين قادوس الذي يصنف بأنه من أعتق سجون المملكة، والذي شهد حوادث خطيرة أبرزها احتجاز أفراد عصابة لنائب المدير ومحاولتهم تنفيذ هروب جماعي، هذا السجن ستتسرب منه صور أخرى تظهر معتقلين سلفيين وهم يحملون بين أيديهم موظفا في وضع يتنافى مع القانون الداخلي. صور أرعبت المندوب السابق ودفعته إلى إقالة مدير السجن في الحين، كما عرض الموظف الذي يظهر في الصور على المجلس التأديبي.