استعجل نائب وزير الخارجية الأمريكي أثناء تأطيره يوما دراسيا إلى جانب المندوب العام لإدارة السجون محمد صالح التامك ومسؤولين مركزيين ومدراء سجون (الوداية وقلعة السراغنة ومكناس وبني ملال) – استعجل- تاريخ إطلاق مشروع أمريكي نموذجي سيتم تنفيذه في السجون السالفة الذكر كمرحلة أولى، قبل تعميمه على كل سجون المملكة، ومن تم نقله إلى العديد من الدول الإفريقية، والأوربية التي أبدت استعدادها ورغبتها للاستفادة من التجربة الأمريكية في تدبير قطاع السجون. فبحسب مصادر مطلعة فإنه بمقتضى هذا المشروع، سيتم إلغاء التصنيف التقليدي المعتمد بالمغرب، القائم على الجنس والسن، واعتماد منظومة جديدة، فعلى مستوى كل مديرية جهوية سيتم إحداث مؤسسات تدعى «شيريف» يتم خلالها تجميع جميع معتقلي الولاية أو الجهة طيلة فترة الاعتقال الاحتياطي. وبعد صدور الأحكام النهائية، تضيف المصادر ذاتها سينقل المحكومون صوب مؤسسة الرفض، التشخيص والتصنيف، هذه المؤسسة التي تؤكد مصادر «المساء» سيشتغل داخلها خبراء اجتماعيون ونفسيون وأخلاقيون وخبراء في علم الإجرام يجرون دراسة مستفيضة على شخصية السجين ومحيطه والجريمة التي اقترفها، وبعد تجميع خلاصات الدراسات يتم التنقيط وفق معيار محدد. فإذا نال السجين أكثر من 29 نقطة سيتم إيداعه مؤسسة سجنية بإجراءات أمنية مشددة، هذه المؤسسة ستفتح فيها الأبواب إلكترونيا ويتم التخاطب مع السجين عبر مكبرات الصوت، ويخرج خلالها السجين إلى الفسحة مكبلا بالأصفاد، بشكل انفرادي. أما إذا نال السجين مابين 29 و14 نقطة سيتم إيداعه مؤسسة سجنية بإجراءات مخففة، وإذا نال أقل من 14 سيتم إيداعه مؤسسة مفتوحة تمنحه حرية الحركة، كما سيتم تمتيعه بإمكانية قضاء عقوبته في منزله من خلال سوار إلكتروني يتم تثبيته في رجله ويتيح للمسؤولين تتبع حركاته. المشروع الأمريكي نص على أحقية السجين في الطعن ابتدائيا واستئنافيا مع إمكانية الانتقال من تصنيف إلى آخر إذا أبدى حسن السلوك والانضباط. الجديد في المشروع الأمريكي هو إحداثه لوحدات إنتاج داخل السجون حيث يغدو للمعتقلين الحرية في المشاركة في صفقات عمومية أو توريد منتوجات مكتبية مثلا أو إقامة معارض خارجية لبيع منتوجاتهم. الأمريكيون أبدوا بحسب مصادرنا حماسة منقطعة النظير لإطلاق المشروع بالمغرب، بعد استفادة حوالي 200 موظف التابعون للمندوبية العامة لإدارة السجون، مدراء ورؤساء معاقل، من دورات تكوينية بالولايات المتحدةالأمريكية طيلة ثلاث سنوات. الأمريكيون أيضا، تعهدوا بإيفاد مشرفين من مختلف التخصصات لتكوين موظفي السجون المغاربة والأفارقة والأوربيين بمركز التكوين الذي شيد حديثا بمدينة تيفلت.