تلقى ما يقرب من 22 طفلا، لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات ونصف السنة، بفاس مساء أول أمس الخميس حقنا تقيهم من خطر انتقال مرض «المينانجيت» إليهم. وأشرف طاقم طبي، ينتمي إلى الإدارة الجهوية للصحة، على هذه العملية التي تمت بنجاح خاص بمؤسسة تعليمية متخصصة في حضانة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 و5 سنوات بحي طريق إموزار بالمدينة. وكانت إحدى طفلات هذه المؤسسة قد أصيبت منذ حوالي ثلاثة أيام بحالة حمى وصفت ب«الشديدة» ولازمها ألم شديد في الرأس، مما دفع بأهلها إلى نقلها إلى مصحة خاصة تبين لفريقها المداوم أن الطفلة مصابة بالتهاب السحايا. وبالرغم من تحسن الحالة الصحية للطفلة، فإن الأطباء نصحوا العائلة بالاحتفاظ بها في المنزل إلى حين، فيما دعيت إدارة هذه المؤسسة التعليمية من قبل إدارة وزارة الصحة بفاس إلى جمع رفاق الطفلة المصابة لتلقي جرعات من مضادات انتقال هذا المرض المعدي والذي يصنف ضمن الأمراض الخطيرة في العالم. وخلف انتشار خبر ظهور حالة إصابة بهذا المرض حالة من الرعب وسط أولياء الأطفال الصغار. واضطر عدد منهم إلى استشارة أطباء والبحث عبر مواقع الأنترنيت للتعرف أكثر على خطورة مرض «التهاب السحايا». وحضر جل أولياء أمور الأطفال المستهدفين بالتلقيح إلى الفضاء الذي يحتضن أطفالهم مرفقين بالدفاتر الصحية لأبنائهم. ووجدت إدارة هذه المؤسسة التعليمية صعوبة في التهدئة من روعهم بالرغم من المكالمات الهاتفية المطولة التي أجرتها معهم وجلسات «الحوار» التي أشرفت على عقدها معهم. وفي الوقت الذي ازداد فيه الاهتمام بهذا المرض في أوساط النخبة الفاسية، سجلت المراكز الاستشفائية ال18 بفاس، بحواضرها وقراها، إقبالا وصف ب»الباهت» على عمليات تلقيح المرحلة الأولى ضد «أنفلونزا الخنازير». وتستهدف هذه المرحلة مرضى الربو والالتهاب المزمن للرئة والقصبات الهوائية ومرضى السكري. وربطت مصادر طبية مسؤولة بين هذا الإقبال الضعيف وبين إضراب ناجح تعيشه مختلف مصالح وزارة الصحة، معتبرة أن الانطلاقة الفعلية لهذه العملية ستنطلق يوم الاثنين المقبل. وتحدث عدد من المواطنين عن تخوفات تساورهم من الجرعات المتوفرة، بعد حملات تشكيك في وسائل إعلام دولية في نجاعة الدواء المعد لمكافحة هذا الوباء. وطبقا لمعلومات منظمة الصحة العالمية، فإن هذا المرض يودي بحياة ما لا يقلّ عن 10% من المصابين به، حتى ولو خضعوا للعلاج بالمضادات الحيوية، كما يؤدي إلى إصابة 20% بمشاكل مستديمة، مثل التخلّف العقلي أو الصمم أو الصرع أو النخر الذي يؤدي إلى بتر الأعضاء.