وصلت نساء دوار «تيزوكات» من آيت عبدي تينكارف اللواتي اعتقلن أول أمس الأربعاء إلى محلات سكناهن في حالة صحية يرثى لها على الساعة الحادية عشرة صباحا، عقب إطلاق سراحهن من طرف الدرك الملكي بعد إخضاعهن للتحقيق بمركز أغبالة. وكانت النساء الخمس المتحدرات من آيت عبدي قد شاركن، صباح الاثنين الماضي، رفقة 47 من نساء الدوار، في مسيرة نسائية مشين خلالها على الأقدام من دوار «تيزوكات» بآيت عبدي ببني ملال في اتجاه إملشيل حيث كان يوجد الملك محمد السادس لرفع مطالبهن الاجتماعية إليه قبل أن تحاصرهن عناصر الدرك. وحسب رواية الأهالي، فإن «النساء الخمس، رابحة واشكو وتودة واعريبة ورابحة كريمي ورقية عربي ورابحة منصوري، تم اقتيادهن من طرف الدرك إلى «أغبالة» وتم إخضاعهن هناك للتحقيق. ولما تقرر إطلاق سراحهن، تم نقلهن في سيارة للأجرة إلى مكان يسمى «واوريوت»، على مقربة من جماعة بوتفردة، ليتم إنزالهن من السيارة وفق تعليمات الدرك، ليقطعن بعدها مسافة أربع ساعات مشيا على الأقدام للوصول إلى دوارهن «تيزوكات» كنوع من العقاب الجماعي لهن». وأفاد بلاغ للجنة الإعلام والتواصل بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال بأن المشاركات في المسيرة وجدن صعوبة في حكي ما تعرضن له في مسيرتهن من ضرب، بالإضافة إلى إنزال عناصر من القوات المساعدة بمنطقة تاسانت لمنع أية محاولة ثانية للاحتجاج من طرف سكان أيت عبدي، المنطقة التي تعرضت لتساقطات ثلجية استثنائية السنة الفارطة حكمت عليهم بحصار نتجت عن عزلهم مما دفع ببعضهم إلى القيام بمسيرة على الأقدام تجاوزت 100 كيلومتر قبل الاعتصام أمام مقر ولاية جهة تادلة أزيلال لمدة أسبوعين. يذكر أن والي جهة تادلة أزيلال قام بزيارة لدواوير آيت عبدي في شهر ماي الماضي ووصل إلى دوار تيزوكات، واستغرقت الرحلة أكثر من 17 ساعة، وهي الزيارة التي وعد خلالها بفتح مسالك طرقية للدواوير، وتعبئة الفاعلين من أجل رفع العزلة عن ساكنة الدواوير الواقعة في أعماق جبال الأطلس المتوسط.