أكد إبراهيم أحنصال، نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال، أنه تم إطلاق سراح النسوة من قبيلة تيزكات بجبال تينكارف نايت عبدي اللواتي ظل مصيرهن مجهولا منذ الإثنين الأخير، وقال المتحدث نفسه في تصريح لالتجديد إن الجمعية لا تملك إلى حدود كتابة هاته السطور أي معلومات حول ساعة الإفراج، أو الجهة التي كانت تحتجزهن، بسبب صعوبة الاتصال عبر الهاتف بسكان المنطقة لضعف الشبكة. وفي السياق ذاته، أضاف أحنصال أن دوار تيزكات مايزال إلى حدود أمس محاصرا من قبل القوات المساعدة. هذا، وكان بلاغ للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال توصلت التجديد بنسخة منه، قد أشار إلى أن أربع سيدات تعرضن لما اعتبره البلاغ عملية اختطاف من مسيرة نسائية لأهالي تينكارف نايت عبدي يوم الإثنين 7 دجنبر 2009. وأوضح البلاغ نفسه توصلت التجديد بنسخة منه، استنادا إلى تصريحات مجموعة من سكان تيزكات بجبال تينكارف نايت عبدي المحسوبة إداريا على إقليمبني ملال، أن 47 سيدة من دوارهم، قمن يوم الإثنين 7 دجنبر الجاري بمسيرة سلمية حسب البلاغ من أجل مطالب اجتماعية، ومن أجل رفع الظلم والتهميش الذي يرزح سكان المنطقة تحت نيره، فتعرضن بمكان يدعى تاسنت في الطريق الرابطة بين قيادة أغبالة (إقليمبني ملال) وقيادة إميلشيل لما وصفه البلاغ قمعا وحشيا من قبل عناصر الدرك الملكي؛ الذين داهموهن بالضرب والرسف، مع اختطاف يضيف البلاغ أربع نسوة، ولم تفلح كل المحاولات التي قام بها رجال المنطقة الجبلية الأطلس الكبير لاستقصاء وجهة ما اعتبره البلاغ اختطافا بالرغم من اتصالهم بالسلطات بكل من قيادتي تيزي نسلي وأغبالة. وأشار البلاغ الصادر عن لجنة الإعلام والتواصل للجمعية أنه في صباح نفس اليوم ، تعرض أحد أعضاء الجمعية بفرع بني ملال زايد باعزي من سكان تاسرافت نايت عبدي من تينكارف للاعتقال بإميلشيل لبضع ساعات قبل أن يتم إطلاق سراحه. وفي السياق ذاته، أوضح إبراهيم أحنصال نائب رئيس الجمعية لفرع بني ملال أن مسيرة النساء تزامنت مع الزيارة الملكية لمنطقة إميلشيل، مضيفا في تصريح لالتجديد أن مصير النساء ظل مجهولا إلى حدود مساء الثلاثاء 8 دجنبر 2009. ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث نفسه، أن الجمعية اعتبرت اختفاء النسوة اختطافا على اعتبار أن الجهة المعتقلة عادة تقوم بإخبار أهالي المعتقلين بمكان وجودهم في إطار الاعتقال الاحتياطي، وهو الأمر الذي لم يتم في حالة النسوة الأربعة. كما أضاف أن زايد باعزي، تم اعتقاله بعد محاولته تسليم رسالة احتجاجية إلى الملك أثناء زيارته لإملشيل. هذا، وقد حاولت التجديد ربط الاتصال بأحد السكان من تيزكات، لكن الهاتف لا يشتغل بسبب ضعف الشبكة. وللإشارة، فإن أهالي تنكارف آيت عبدي بجبال الأطلس الكبير عبروا عدة مرات من خلال مراسلات نشرتها الجمعية وأخرى بعثوا بها إلى والي الجهة عن تذمرهم جراء الأوضاع والعزلة التي يعيشونها خاصة في فصل الثلوج. وكان الأهالي قد دخلوا في اعتصام مفتوح أمام مقر الولاية، وكانوا يبيتون خلال الأيام الأولى للاعتصام في العراء تحت موجة البرد القارس، قبل أن يهتدوا إلى بناء خيمة من أغطية نسائهم، كما كان المعتصمون يتلقون خلال اعتصامهم المؤونة من المحسنين والجمعيات والهيآت السياسية من 23 فبراير إلى 10 من مارس، إذ فتح معهم الوالي مصحوبا برؤساء المصالح الخارجية التي يهمها الأمر جلسة استماع تلقوا عقبها وعودا بحل مشاكلهم. وكانت الوعود التي تلقاها الأهالي تتمثل في شق الطريق الرابطة بين طريق أنركي من أكرد نواضو، مرورا بتاسرافت فباقي الدواوير المجاورة، إذ سبق لوالي الجهة التعهد ببدء الأشغال في شهر أبريل ,2009 وهو الشيء الذي لم يحصل إلا في الأسبوعين الأخيرين، ومع ذلك فالأشغال بطيئة والمعدات المستعملة قليلة حسب ادعاءات السكان، كما لاحظ السكان أن أشغال الطريق غير مجهزة بقنوات تصريف المياه، مما سيجعلها بمجرد تهاطل الأمطار بمثابة وادي سيصب مجرى المياه المتجمعة على بيوتهم حسب تقرير للجمعية الذي توصلت التجديد بنسخة منه. وأشار التقرير إلى أن باقي المطالب التي سبق لوالي الجهة الالتزام بتنفيذها لم تر النور لحد الآن، بالرغم من ضرورتها الاستعجالية كمستوصف يضم قسما للولادة، ومدرسة جماعاتية، وقنطرة على وادي عطاش، وبناء سواقي لترشيد مياه السقي وتأهيل الفلاحة بما ينمي الإنتاج المحلي، وغيرها من الوعود التي لم ينفذ منها سوى مد قرية تاسرافت بشبكة الكهرباء مع انقطاع الإنارة العمومية في زقاقها.