عاش مستشفى محمد الخامس بمكناس، ليلة الثلاثاء الماضي، لحظات استثنائية بعدما قرر عدد من سكان حي الملاح القديم بمكناس الدخول في اعتصام مفتوح بهذا المستشفى، احتجاجا على تدهور الوضع الصحي لسيدة من جيرانهم كانت تعرضت لحروق خطيرة في أنحاء مختلفة من جسدها، قبل أن يتم حرمانها من الاستفادة من العلاج بمصلحة قسم الحروق، مما تسبب في تدهور حالتها الصحية وأصبحت في حالة صحية صعبة، إذ صارت تنبعث منها روائح كريهة بسبب تعرض تلك الجروح إلى تعفنات وتقيحات وصفت ب"الحادة والخطيرة". وأفادت المصادر ذاتها بأن الوضع الصحي المتردي للضحية دفع مجموعة من الجيران إلى نقلها إلى هذا المستشفى، أملا في أن يتم استقبالها وتقديم يد المساعدة لها بعرضها على مصلحة الحروق، إلا أنه للأسف الشديد، تضيف المصادر ذاتها، رفضت الأطقم الطبية بقسم المستعجلات إحالتها على هذه المصلحة، إذ تم الاكتفاء بحقنها بحقنة مهدئة وتم تسريحها مرة أخرى بالرغم من تدهور وضعها الصحي، مما أثار غضب مجموعة من مرافقيها الذين قرروا الدخول في اعتصام مفتوح. وقد خلف هذا الاعتصام حالة من الاستنفار الأمني، إذ حضرت على إثره تعزيزات أمنية، ظلت تراقب الوضع عن قرب تحسبا لوقوع انفلات أو تصعيد، خصوصا وأن المحتجين كانوا في حالة هيجان وغضب شديدين، كما أنهم صمموا على عدم مغادرة المستشفى سوى بعد استقبال الضحية بمصلحة قسم الجروح وحضور مختلف المسؤولين. كما هددوا بالتصعيد وبالمناداة على سكان الحي بأكمله من أجل الدخول معهم في هذا الاحتجاج الى حين الاستجابة لمطلبهم. وكانت الضحية أوبكي نادية، وهي منتصف عقدها الرابع قد تعرضت لحروق خطيرة، مساء الاثنين الماضي، بسبب النيران التي اشتعلت في منزلها نتيجة تسربات غاز البوطان. قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى المذكور، وهناك اكتفت الطبيبة المشرفة على قسم المستعجلات بوصف دواء لها اقتناها لها أحد المحسنين، وأمرت ممرضا بالإشراف على عملية العلاجات السطحية لتلك الجروح، قبل أن يتم تسريحها صوب منزلها بالرغم من وضعيتها الصحية الحرجة، مما تسبب لها في مضاعفات صحية خطيرة نتيجة ارتفاع الحرارة وتعرض تلك الجروح إلى تعفنات حادة وتقيحات خطيرة. وارتباطا بالموضوع، دخلت على الخط فعاليات جمعوية بمكناس استنكرت الإهمال الذي تعرضت له هذه السيدة، كما نددت بما تم اعتباره مجموعة من الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية بهذا المستشفى، وعلى الخصوص بقسم المستعجلات في غياب دور المسؤولين وانعدام الوازع الأخلاقي والإنساني لدى أغلب الأطقم الطبية التي تشرف على عملية استقبال المرضى، على حد تعبير المصادر. كما أشارت المصادر إلى أن مجموعة من المرضى وذويهم من الذين يتوافدون على هذا القسم يتعرضون يوميا الى أبشع طرق الابتزاز والاستفزاز وكذا مجموعة أخرى من المعاملات السيئة والمهينة التي تحط من كرامة الإنسان، إضافة إلى شتى أنواع الإهمال واللا مبالاة بوضعياتهم الصحية التي تكون في الغالب جد متدهورة، مما يستدعي تدخلا عاجلا لإعادة الأمور إلى نصابها بهذا المستشفى قبل فوات الأوان.