طالبت الأطر الصحية العاملة بمستشفى مولاي إسماعيل بمدينة مكناس، من وزير الصحة الحسين الوردي إرسال لجنة متخصصة للتحقيق فيما وصفته «اختلالات تدبيرية» يعرفها المستشفى تجلت في الاختفاء المفاجئ لمجموعة كبيرة من المعدات الطبية بالمركب الجراحي، والتي تؤكد أنه لم تتخذ فيها إجراءات البحث والتقصي اللازمة من طرف المسؤولين المحليين. وأوضحت المصادر الصحية ذاتها ل «المساء» بأن « اللامبالاة « بالأوضاع التي يعيشها المستشفى، أزمت حالة الاحتقان في نفوس العاملين به، الذين يتذمرون من سوء «التدبير والتسيير» الذي تعرفه مصالح المستشفى بسبب غياب الدور الحقيقي للمدير، مما خلق جوا مشحونا بين الموظفين والنقابات والإدارة، جعل الأطر الصحية تهدد بالاحتجاج والتصعيد في حال لم يتم التعامل بمسؤولية مع مطالبها الملحة والعاجلة. ومن ضمن المشاكل التي زادت من تذمر الأطر الصحية وغضبها مشكل الاكتظاظ الذي أضحت تعرفه مجموعة من المصالح خاصة مصلحة الطب النفسي بالمستشفى والتي بحسب الأطر الصحية وصل عدد المرضى بها بجناح الرجال فقط 52 مريضا، وذلك بسبب استقبال المرضى القادمين من ضريح بويا عمر، رغم أن الطاقة الاستيعابية للمصلحة محددة في استقبال 29 مريضا لا غير. فضلا عن انعدام الأمن في أغلب أقسام ومصالح المستشفى، وتمركز دور حراس الأمن في الإدارة والمستعجلات مما حول المستشفى إلى غابة مهجورة، تعم فيها الفوضى والإهمال. المكتب المحلي للصحة بمكناس التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لم يتقبل الوضع الذي تعيشه مرافق ومصالح مستشفى مولاي إسماعيل، فطالب بالتحقيق في الاختلالات المذكورة، كما طالب بعقد لقاء مستعجل مع المدير الجهوي للصحة بجهة مكناس، أرسله صباح يوم الاثنين الماضي، وطالب فيه بحضور كل من مندوب وزارة الصحة ومدير مستشفى مولاي إسماعيل لمناقشة الأوضاع التي وصفها ب»الخطيرة» التي لا تحتمل السكوت عنها، والتي يؤكد المكتب، زاد من وطأتها غياب استراتيجية واضحة المعالم فيما يخص التعامل مع النفايات الطبية السامة التي تبقى متراكمة لشهور داخل المستشفى، بالقرب من المطبخ ومدخل المركب الجراحي والتي أضحت تشكل خطرا على صحة المرضى والممرضين والأطباء على حد سواء، خاصة وأن المكتب سبق ووجه عدة مراسلات بشأنها للجهات المعنية، لم يتلقى بخصوصها أي جواب يذكر. وأشار المكتب الإقليمي، إلى أنه سبق وفضح التدهور الخطير الذي تعرفه البنايات القديمة والمتهالكة للمستشفى التي لم تخضع للترميم، والتي قد تسقط فوق رؤوس العاملين في أي لحظة خاصة في الإدارة وقسم المستعجلات الذي تعرف بنيته وأجهزته تدهورا كبيرا، مشيرا إلى الخطر الذي يتهدد العاملين والذي تشكله الغابة المحيطة بهم في المستشفى «المهجور» والتي أضحت هذه الأيام تتعرض للحرائق بسبب الحرارة المفرطة وبسبب السلوكات «غير المسؤولة» للمنحرفين.